وقد علاني ضياءٌ ليس يدفعه
شيءٌ كفضل أمير المؤمنين علي
أجرى وأشجع من يدّعي ليوم وغىً
وأكرم الناس من حافٍ ومنتعل
زوج البتول الذي ما شدّ مئزره
إلاّ على الحسنين العلم والعمل
أبو النجوم التي أسماؤها كتبت
بنوره فوق ساق العرش في الأزل
العالم الحبر والبدر الذي انكشفت
بنوره ظلم الأديان والملل
بسيفه قام دين الله واعتدلت
قناته بعد طول الزّيغ والميل
ما زال يغشى الوغى والبيض في يده
حمر الخدود وحاشاها من الخجل
وينصر الدّين في سرّ وفي علن
ويخذل الكفر في حلّ ومرتحل
أفديه من ماجد بالمجد ملتحف
بالفضل متشح بالخير مشتمل
إنّ المكارم شتّى لا عداد لها
سبحان جامعها في ذلك الرّجل
نال الخلافة بالنّصّ الجليّ فيا
لله من ذي ضلال والصّباح جلي
إنّ الخلافة تاجٌ ليس يعقده
من البرية إلاّ خاتم الرّسل
جاء الأمين من الله الأمين بها
إلى الأمين فنادى وهو في جذل
ألست أولاكم طرّاً بأنفسكم
قالوا بلى يا رسول الواحد الأزلي
فقال من كنت مولاه وسيده
فحسبه من علي سيّد وولي
قالوا رضينا به مولىً وأكثرهم
يفتّر عن صدر ملآن من الدّغل
لقد تنكّب نهج الحقّ رائدهم
والحقّ أظهر من نار على جبل
شربت من حبّكم كأساً مطهّرة
ما كدّرتها العدى باللّوم والعذل
أعرضت عن غيركم لمّا ظفرت بكم
وفي البحور غنىً عن مصّة الزشل
تالله إن النّعيم المحض حبّكم
وعن سواه إله العرش لم يسل
وإنكم ظلّه الباقي ورحمته
وهل سمعت بظلّ غير منتقل
أنت الجليل الّذي أرجوه معتمدي
في النّشأتين لدفع الحادث الجلل
وما أخالك تنساني إذا برزت
نار الجحيم وقلّت عندها حيلي
أحسنت ظنّي لأنّ الله عوّدني
أنّ لا يخيّب في إحسانه أملي