كشّاف داجية القضاء عن الورى
بعزائم منها القضاء يروع
هزّام أحزاب الضلال بصارم
من عزمه صبح المنايا يطلع
عمّ الوجود بسابغ الجود الذي
ضاقت بأيديها الجهات الأربع
أنّى تساجله الغيوث ندىً ومن
جدوى نداه كلّ غيث يهمع
أم هل تقاس به البحار وإنما
هي من ندى إمداده تدفّع
فافزع إليه من الخطوب فإنّ من
ألقى العصا بفنائه لا يفزع
فاخلع إذاً نعليك إنك في طوى
لجلال هيبته فؤادك يخلع
وقل السلام عليك يا من فضله
عمّن تمسّك بالولا لا يمنع
مولاي جد بجميلك الأوفى على
عبد له بجميل عفوك مطمع
يرجوك إحساناً ويأملك الرّضا
فضلاً فانت لكلّ فضل منبع
هيهات أن يخشى وليّك من لظى
ويهوله يوم القيامة مطلع
ويخاف من ظمأ وحوضك في غد
لذوي الولا من سلسبيل مترع
أعيت فضائلك العقول فما عسى
يثني بمدحتك البليغ المصقع
وأرى الألى لصفات ذاتك حدّودا
قد اخطأوا معنى علاك وضيّعوا
ولآي مجدك يا عظيم المجد لم
يتدبّروا وحديث قدسك لم يعوا
عجبي ولا عجبٌ يلين لك الصفا
والماء من صمّ الصفا لك ينبع
ولك الفلا يطوي ويعفور الفلا
لدعاك من أقصى السباسب يسرع
ولك الرمام تهبّ من أجداثها
والشمس بعد مغيبها لك ترجع
والشمس بعد مغيبها إن ردّها
بالسرّ منك وصيّ موسى يوشع
ولك المناقب كالكواكب لم تكن
تحصى وهل تحصى النجوم الطلّع
ولئن نجت بالرسل قبلك أمة
فلقد نجت بك رسل ربك أجمع
وصفاتك الحسنى تقصر عن مدىً
أدنى علاها كلّ مدح يصنع