بسم الله وله الحمد والمجد العزيز الحكيم واتم صلواته وتحياته على أنوار نهجه القويم وأعلام صراطه المستقيم المصطفى المختار وعترته الاطهار.
السَّلام عليكم ايها الافاضل اخترنا لكم في هذا اللقاء قصيدتين من غرر شعر الولاء الاولى تشتمل على اشارات بليغة لبركات المشاهد المشرفة لأهل بيت النبوة ـ عليهم السَّلام ـ مقرونة بمدح مؤثر للوصي المرتضى ـ سلام الله عليه ـ وهي من انشاء الاديب الولائي المشهور علي بن حماد البصري ـ رضوان الله عليه.
اما الثانية فهي للعالم المجاهر بحب أهل بيت النبوة والاديب الفارس حسام الدولة فارس بن محمد من أمراء الكرد في القرن الهجري الخامس والمتوفى سنة سبع وثلاثين واربعمائة للهجرة ـ رحمة الله عليه.
في كتاب الكنى والالقاب قال الشيخ عباس القمي، وقد يطلق (ابن حماد) على علي بن حماد البصري، الشاعر المشهور من المتأخرين وقد أورد القاضي نورالله، قصيدتين بائية وتائية لعلي بن حماد، في مدح أمير المؤمنين ـ عليه السَّلام ـ ولم يبين من أيهما كانت فلنتبرك بذكر بعض قصيدته التائية قال:
بقاع في البقيع مقدسات
وأكناف بطف طيِّبات
وفي كوفان آيات عظام
تضمنها عرى متوثِّقات
وفي غربي بغداد وطوس
وسامرا نجوم زاهرات
مشاهد تشهد البركات فيها
وفيها الباقيات الصالحات
ظواهرها قبور دارسات
بواطنها بدور لامعات
جبال العلم فيها راسيات
بحار الجود فيها زاخرات
معارج تعرج الأملاك فيها
وهن بكل أمر هابطات
أناس تقبل الحسنات منا
بحبهم وتمحى السيئات
ولا تتقبل الصلوات الا
بحبهم ولا تزكو الزكاة
فإنَّ المرتضى الهادي عليا
لتقصر عن مناقبه الصفات
وزير محمد حيا وميتا
شواهده بذلك واضحات
أخوه كاشف الكربات عنه
وقد همت اليه الداهيات
ترى أسيافه يضحكن ضحكا
بها هام الفوارس باكيات
صوارمه يزوجها نفوسا
وللابدان هن مطلقات
له كفان واحدة حياة
اذا جاءت وواحدة ممات
كانت هذه اخوتنا بديعة في مدح الوصي المرتضى _عليه السَّلام_ من انشاء الشاعر الولائي المبدع علي بن حماد البصري ـ رضوان الله عليه.
ومن مدائح الأنوار المحمدية نقرأ لكم قصيدة عصماء للامير الفارس حسام الدولة فارس بن محمد، من أعلام القرن الهجري الخامس يقول فيها ـ رحمه الله:
بمحمد وبحب آل محمد
علقت وسائل فارس بن محمد
ياآل احمد يا مصابيح الدجى
ومنار منهاج السبيل الاقصد
لكم الحطيم وزمزم ولكم منى
وبكم الى سبل الهداية نهتدي
يازائرا أرض الغري مسددا
سلِّم سلمت على الامام السيد
بلغ أمير المؤمنين تحيتي
واذكر له حبي وصدق توددي
وزر الحسين بكربلاء وقل له
ياابن الوصي ويا سلالة احمد
مني السَّلام عليك يا ابن محمد
أبدا يروح مع الزمان ويغتدي
وعلى ابيك وجدك المختار والثاوين
منكم في بقيع الغرقد
وبأرض بغداد على موسى وفي
طوس على ذاك الرضاء المفرد
وبسر من رأى السَّلام على التقي
نجل النقي ربِّ العلى والسؤودد
بالعسكريين اعتصامي من لظى
وبقائم من آل احمد في غد
وبهذه الابيات البليغة للامير حسام الدولة فارس بن محمد، ننهي لقاؤنا بكم أيها الاعزاء في هذه الحلقة من برنامج (مدائح الانوار) قدمناها لكم من اذاعة طهران شكراً لكم والسَّلام عليكم.