البث المباشر

بائية سفيان العبدي في مدح أمير المؤمنين عليه السلام

الأحد 8 ديسمبر 2019 - 11:27 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 247

بسم الله وله الحمد رب العالمين وازكى صلواته على مشارق نوره المبين محمد وآله الطاهرين.
السَّلام عليكم، معكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج وقد اخترنا لكم واحدة من اروع ما قيل في مدح امير المؤمنين علي – عليه السَّلام – وهي من انشاء المحدث الجليل والاديب الولائي الصابر والمجاهد في اعلان مودة اهل البيت – عليهم السَّلام – .
انه صاحب الامام الصادق – عليه السَّلام – سفيان بن مصعب العبدي الكوفي المتوفى سنة ۱۱٥ للهجرة.
وهو الذي امر الامام الصادق – عليه السَّلام – بتعليم شعره وقال عنه (انه على دين الله)، كما انه – عليه السَّلام – كان يدعوه لقراءة مراثيه في الامام الحسين – عليه السَّلام – في منزله ويجمع العلويات خلف ستار ليسمعن شعر العبدي.
وتعد بائيته في مدح امير المؤمنين – عليه السَّلام – من القصائد الغرّاء التي ضمنها حديث النبي الاكرم – صلى الله عليه وآله وسلم – الذي ذكر فيه اسماء اوصيائه الاثني عشر وسمعه العبدي من الصادق – عليه السَّلام – وكان ذلك قبل ولادة السابع منهم اي الامام الكاظم (سلام الله عليه).

 


قال هذا الشاعر الولائي في مديحته العلوية الغرّاء:

بلغ سلامي قبرا بالغري حوي

اوفى البرية من عجم ومن عرب

واجعل شعارك لله الخشوع به

وناد خير وصي صنو خير نبي

اسمع ابا حسن ان الاولى عدلوا

عن حكمك انقبلوا عن شر منقلب

ما بالهم نكبوا نهج النجاة؟! وقد

وضحته واقتفوا نهجا من العطب

 

 

 

وكان عنها لهم في "خم" مزدجر

لما رقى احمد الهادي على قتب

وقال والناس من دان اليه ومن

ثاو لديه ومن مصغ ومرتقب

: قم يا علي فإني قد امرت بأن

ابلغ الناس والتبليغ اجدر بي

اني نصبت عليا هاديا علما

بعدي وان عليا خير منتصب

فبايعوك وكل باسط يده

اليك من فوق قلب عنك منقلب

 

 

وكنت قطب رحى الاسلام دونهم

ولا تدور رحى الا على قطب

ولا تماثلهم في الفضل مرتبة

ولا تشابههم في البيت والنسب

ان تلحظ القرن والعسال في يده

يظل مضطربا في كف مضطرب

وان هززت قناة ظلت توردها

وريد ممتنع في الروع مجتنب

كيوم خيبر اذ لم يمتنع زفر

عن اليهود بغير الفر والهرب

فاغضب المصطفى اذ جر رايته

على الثرى ناكصا يهوي على العقب

فقال: اني ساعطيها غدا لفتي

يحبه الله والمبعوث منتجب

حتى غدوت بها جذلان تحملها

تلقاء ارعن من جمع العدى لجب

 

 


ويواصل الشاعر الولائي سفيان العبدي، مديحته الغرّاء لأمير المؤمنين – عليه السَّلام – وهو يخاطبه قائلا:

لك المناقب يعيى الحاسبون بها

عدا و يعجز عنها كل مكتتب

كرجعة الشمس اذ رمت الصلاة وقد

راحت توارى عن الابصار بالحجب

ردت عليك كان الشهب ما اتضحت

لناظر وكأنَّ الشمس لم تغب

وفي براءة انباء عجائبها

لم تطو عن نازح يوما ومقترب

وليلة الغار لما بت ممتلئا

امنا وغيرك ملآن من الرعب

 

 

 

ما انت إلا اخو الهادي وناصره

ومظهر الحق والمنعوت في الكتب

وزوج بضعته الزهراء يكنفها

دون الورى وابو ابنائه النجب

من كل مجتهد في الله معتضد

بالله معتقد لله محتسب

هادين للرشد ان ليل الضلال دجا

كانوا لطارقهم اهدى من الشهب

لقبت بالرفض لما ان منحتهم

ودي واحسن ما ادعى به لقبي

 

 


ويشير سفيان العبدي، الى الحديث الذي سمعه من مولاه الامام الصادق – عليه السَّلام – والذي يذكر فيه النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) اسماء اوصيائه الاثني عشر الى المهدي – عجل الله فرجه – فيقول – رحمه الله – مخاطبا ابن فاطمة بنت اسد الامام علي – عليه السَّلام –:

صلاة ذي العرش تترى كل اونة

على ابن فاطمة الكشاف للكرب

وابنيه من هالك بالسم مخترم

ومن معفر خد في الثرى ترب

والعابد الزاهد السجاد يتبعه

وباقر العلم داني غاية الطلب

وجعفر وابنه موسى ويتبعه البر

الرضا والجواد العابد الدئب

والعسكريين والمهدي قائمهم

ذو الامر لابس اثواب الهدى القشب

من يملأ الارض عدلا بعد ما ملأت

جورا ويقمع اهل الزيغ والشغب

القائد البهم الشوس الكماة الي

حرب الطغاة على قب الكلا الشزب

اهل الهدى لا اناس باع بائعهم

دين المهيمن بالدنيا وبالرتب

لو ان اضغانهم في النار كامنة

لاغنت النار عن مذك ومحتطب

 

 

 

يا صاحب الكوثر الرقراق زاخرة

ذود النواصب عن سلساله العذب

قارعت منهم كماة في هواك بما

جردت من خاطر او مقول ذرب

حتى لقد وسمت كلما حباهم

خواطري بمضاء الشعر والخطب

صحبت حبك والتقوى وقد كثرت

لي الصحاب فكانا خير مصطحب

فاستجل من خاطر العبدي انسة

طابت ولو جاوزتك اليوم لم تطب

جاءت تمايل في ثوبي حيا وهدي

اليك حالية بالفضل والادب

اتعبت نفسي في مديحك عارفة

بان راحتها في ذلك التعب

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة