بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين له علي عظيم الرزية بفاجعة الطف الفظيعة والصلاة والسلام علي النبي المصطفي وآله النجباء.
لشاعر الولاء المجاهد دعبل بن علي الخزاعي مرثية من غرر شعر الرثاء الحسيني تشتمل علي تصوير بليغ لعظيم الجناية التي ارتكبها بنو أمية بحق أهل بيت النبوة (عليهم السلام) وشدة تنكرهم للنبي الأكرم (صلي الله عليه وآله).
وهذا ما أبرزه دعبل الخزاعي وهو ينشئ بلسان الحال خطاباً وجدانياً من العقيلة زينب سلام الله عليها لجدها المصطفي (صلي الله عليه وآله).
يفتتح دعبل الخزاعي قصيدته بدعوة بليغة للإقتداء بالنبي الأكرم (صلي الله عليه وآله) وملائكة السماء في بكاء الحسين (عليه السلام) قائلاً:
يا واقفاً يبكي الطلول وينشد
بالله تهت وغاب عنك المرشد
كم تدّعي حزناً وأنت مرفه
إن كنت محزوناً فما لك ترقد
هلّا بكيت علي الحسين وأهله
هلّا بكيت لمن بكاه محمد
فلقد بكته في السماء ملائك
زهر كرام راكعون وسجّد
وتضعضع الاسلام يوم مصابه
فالدين يبكي فقده والسؤدد
أنسيت إذ صارت اليه كتائب
فيها ابن سعد والطغاة الجحّد
لم يحفظوا حقّ النبيّ محمّد
إذ جرّعوه حرارة لا تبرد
قتلوا الحسين وأثكلوه بسبطه
فالثكل من بعد الحسين مبدد
كيف القرار وفي السبايا زينب
تدعو بفرط حرارة يا أحمد
هذا حسين بالسيوف مبضّع
وملطّخ بدمائه مستشهد
عار بلا ثوب صريع في الثري
بين الحوافر والسنابك يخضد
والطّيبون بنوك قتلي حوله
فوق التراب ضواحياً لا تلحد
والشمس والقمر المنير كلاهما
حول النجوم تباكيا والفرقد
أنسيت قتل المصطفين بكربلا
حول الحسين ذبائحاً لم يلحدوا
فسقوه من جرع الحتوف بمشهد
كثر العدوّ به وقلّ المسعد
ثمّ استباحوا الطاهرات حواسرا
فالشمل من بعد الحسين مبدّد
ونبقي مع الشاعر دعبل الخزاعي في هذا الرثاء الشجي وهو يصور بعض ما جناه اليزيديون وعلي لسان العقيلة زينب (عليها السلام) وهي تخاطب بلسان الحال جدها المصطفي (صلي الله عليه وآله)، فتقول:
بالطفّ حولي من يتامي إخوتي
في الذلّ قد سلبوا القناع وجردّوا
يا جدّ قد منعوا الفرات وقتّلوا
عطشاً فليس لهم هنا لك مورد
يا جدّ إنّ الكلب يشرب آمناً
رياً ونحن عن الفرات نطرّد
يا جدّ لو أبصرتني ورأيتني
والخدّ منّي بالدماء مخدّد
يا جدّ ذا نحر الحسين مضرّج
بالدم والجسم الشريف مجرد
يا جدّ ذا صدر الحسين مرضّض
وألخيل تنزل من عليه وتصعد
يا جدّ ذا نجل الحسين معلل
ومغلّل في قيده ومصفّد
يرنو لوالده ويرنو حاله
وبنو أميّة في العمي لم يهتدوا
يا جدّ ذا شمر يروم بفتكه
ذبح الحسين فأي عين تجمد
حتـّي إذا أهوي عليه بسيفه
نادي بأخفض صوته يا أوحد
يا خالقي أنت الرقيب عليهم
في فعلهم ظلماً وإنّك تشهد
يا والدي الساقي عليّ المرتضي
نال العدوّ بنا كما قد مهّدوا
يا أمي الزهراء قومي عدّدي
وجميع أملاك السما لك تنجد
كانت هذه أبياتاً من دالية شاعر الولاء دعبل الخزاعي وهي تصوّر علي لسان العقيلة زينب (سلام الله عليها) جوانب من فاجعة الطف وهي تخاطب بلسان الحال جدها المصطفي وأبيها المرتضي وإمها الزهراء (صلوات الله عليهم أجمعين).
وقد قرأناها لكم ضمن هذه الحلقة من برنامج مدائح الأنوار وهي من الحلقات الخاصة بأيام المصاب الحسيني، تقبل الله أعمالكم والسلام عليكم.
هذا حبيبك بالنصول مقطّع
هذا مصاب ما أصيب بمثله
بشر من المخلوق إلـّا
وإلــــيــــكـــم مــــن
بعض النظام عساه فيه يسعد
صلّي الاله عليكم يا من
ما دام طير في السماء يغرّد