بسم الله نور النور والصلاة والسلام علي نبيه المحبور وآله أنوار هدايته وعري عصمته.
إخترنا لكم من مدائح الأنوار لامية غراء في بيان مناقب النبي وآله عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام لآديب دمشق في مطلع القرن الهجري السابع والمعلم فيها فتيان بن علي الأسدي الشاغوري (رضوان الله عليه)، القصيدة تتضمن بيان بركات التمسك بولاية أهل بيت النبوة (عليهم السلام) وإستمرارها في الدنيا والأخرة مع أشتمالها علي موقف صريح في البراءة من اعدائهم وهم اعداء الله جل جلاله.
الاديب فتيان الشاغوري وبعد أبيات مطلع القصيدة يدعو الي نبذ أتباع الهوي والانتقال الي مدح أولياء الله المقربين، ويقول رحمه الله:
فعدت وقلت كم هذا التصابي
فما إقتاد الهوي إلا جهولا
الي كم يسفز المين شعري
سأصدق في القريض الآن قيلا
وأرجو عفو ربي في معادي
عسي أن يصفح الصفح الجميلا
وأمدح سادة فيهم مديحي
يكون الي رضا الله السبيلا
محمد بن عبد الله خير الأنام
إذا هم أفتخروا قبيلا
رسول الله بالقرآن وافي
فكان أجل مبعوث رسولا
نبي اله هم خير آل
وأكرمهم وأغزرهم عقولا
فمدحهم لدي أراه فضلا
ومدح الناس كلهم فضولا
هم القوم الالي سادوا وجادوا
وهم أزكي بني الدنيا أصولا
هم حصني الحصين وليس خلق
سواهم لي غدا ظلا ظليلا
وهم يوم المعاد لنا غياث
بهم نرجو الي الفوز الوصولا
وهل أحد بمكرمة يسامي
أبا حسن وفاطمة البتولا
وهل من خمسة يوماً سواهم
أتموا ستة مع جبرائيلا
بهم في الجدب نستسقي فنسقي
ويصرف ربنا عنا المحولا
ألم يك الأبتهال بهم قديما
علي تعظيم شأنهم دليلا
علي هازم الأحزاب قدما
وقد هاجت له الهيجا الذحولا
هناك رمي الرؤوس عن الهوادي
وأسمع سيفه الجمع الصليلا
وقطع ذو الفقار فقارهم
بالظباة ولافلول ولاكلولا
علي غادر الابطال صرعي
وأخرس عن شقاشقها الفحولا
و هل أحد يساجله بعلم
أيغلب علم من ورث الرسولا
وكم لاقي العدا فأسأل منهم
بصارمه دمائهم سيولا
و كم لاقاه جبار عزيز
فصار لديه خوارا ذليلا
علي طلق الدنيا ثلاثا
وما حابي أخاه بها عقيلا
تولاها وفارقها حميدا
ولم يظلم بها أحد فتيلا
وينتقل الشاعر الدمشقي المبدع فتيان الشاغوري الي المظلومية الحسينية ووقعة كربلاء وما جنته أيدي البغي بحق العترة المحمدية، فيقول (رحمه الله):
ألهفي للحسين غداة أضحي
هناك بكربلا شلوا قتيلا
شكا ظمأ فما عطفوا عليه
ولا ألووا ولا أرووا غليلا
أيا ماء الفرات نضبت ماءا
لأنك منه لم تشف الغليلا
رسول الله سماه حسينا
وقبل ثغره زمنا طويلا
سيشقي الظالمون به ويسقي
الولاة المؤمنون السلسبيلا
محبوهم ببغضهم سواهم
عدمتهم لقد ساءوا سبيلا
سوي القوم الالي قتلوا حسينا
وسبوا صنوا أحمد والخليلا
ومدحهم أتي في هل أتي
محكما مدحاً كثيراً لا قليلاً
وليس العروة الوثقي
كن مستمسكا برا وصولا
وإني سوف أدرك في معادي
بمدح بني رسول الله سؤلا
صلاة الله خالقنا عليهم
غدو الدهر تتري والأصيلا
قرأنا لكم اعزائنا في هذه الحلقة من برنامج الانوار لاميه الاديب الولائي البارع فتيان بن علي الشاغوري الاسدي شاعر دمشق في مطلع القرن الهجري السابع رحمه الله وهي من غرر القصائد في مدح العترة المحمدية الطاهرة.