بسم الله وله خالص المجد والحمد والثناء نور السموات والأرضين وأزكي الصلوات والتحيات علي سيد النبيين محمد وآله الطيبين.
ننقلكم في هذا اللقاء الي جوار الحرمين الشريفين ومديحة من القطيف لأديب ولائي مبدع هو السيد العالم محمد معصوم الخطيب الموسوي القطيفي من أعلام الخطباء في القرن الهجري الثالث عشر المتوفي سنة إحدي وسبعين ومئتين وألف للهجرة النبوية المباركة بعد عمر مبارك قضاه في ترويج قيم الشريعة المحمدية الغراء ومديحته التالية يوجه فيها قلوب المؤمنين الي الإمامين الجوادين (عليهما السلام) ثم الإمامين العسكريين (سلام الله عليهما) ويختمها بالتشوق لظهور ولي العصر والإمام المنتظر (عجل الله فرجه الشريف).
يقول السيدي محمد معصوم القطيفي في مديحته الجياشة بمشاعر المودة القرآنية لأهل بيت محمد (صلي الله عليه وآله):
خلها تدمي من السير يداها
لا تعقها فلقد شق مداها
هزها الشوق فأبراها الضنا
فانبرت تحمد بالشوق ضناها
رضيت حر الهوي ماءاً كما
رضيت متلفة السير غذاها
عميت عن كل ما يشغلها
عن هداها وهداها في عماها
قصدها الكاظم موسي والذي
غمر الناس يداً بعض نداها
قف فدتك النفس واغنم أجرها
حيث تحييها سلاماً من فناها
مبلغاً جل سلامي لهما
طالباً للنفس ما فيه هداها
قل لمن كلم موسي باسمه
ولمن من جوده نال عصاها
أشهيدي جانب الزوراء هل
زورة تطفي عن النفس لظاها
أم لعيني نظرة ممن رأي
جدثي قدسكما تجلو جلاها
لم ير الله أناساً غيركم
للشهادات فانتم شهداها
بل ولا نال اغترابا غيركم
مثل ما نلتم فأنتم غرباها
جدكم أعظم قدراً وأذي
فحسوتم بعده كأساً حساها
وسقاكم ثدي أخلاق بها
عطر القرآن من عطر شذاها
ويتابع السيد محمد معصوم القطيفي مديحته الغراء للإمامين الجوادين (عليهما السلام) معمماً الخطاب لأهل بيت النبوة جميعاً قبل أن ينتقل الي مدح انوار سامراء، قال رحمة الله:
يا ذواتاً أكملت علة إيجاد
ذي العرش الوري والبدء طاها
ما رجا راج بكم إلا نجا
كيف والراجي الميامين فتاها
ثم عج يا مرشد النفس إلي
أرض سامراء ننشق من ثراها
وأعطها مقودها حتي تري
قبة فيها رجاها ومناها
فعلي نوري علا حلا بها
من صلوة الله والخلق رضاها
والق عنها حلس وعثاء السري
وقل البشري فقد زال عناها
واطلب الحاجات تحظي
بالأجابة في حال بقاها وفناها
ثم ينتقل الأديب الولائي الخطيب السيد محمد القطيفي الي مدح صاحب الزمان الإمام المنتظر (عليه السلام) متشوقاً لفرجه الموعود قائلاً:
ثم انهضني فلا قوة لي
من هموم أبهضتني من عداها
وامش بي رسلا فما تدري عسي
الله لبي دعوة في مشتكاها
و ادخلن بي خاضعاً مستشفعاً
لي بأن اسعد يوماً بلقاها
نقرأ التسليم منا عد ما
خلق الله إلي يوم جزاها
يا ولي الله والمعطي مدي
أمد الأيام اقليد عطاها
و النضير الشاهد الحاكم في الخلق
والموصي له من نظراها
قم علي اسم الله اثبت ما بقي
من رسوم فالعدي راموا انمحاها
طهر الأرض بأجناد أبت
أن يري مبدؤها أو منتهاها
وابسط العدل بعيسي الروح
والخضر محفوفاً بأملاك سماها
ان دوحات الرجا قد أذنت
بانحسار فمتي خضراً نراها
والأماني حبالي هل تري
منك يوماً بوليد بشّراها
ويختم السيد محمد معصوم الخطيب القطيفي مديحته بذكر ملحمة كربلاء الخالدة، قال في خطابه للإمام المنتظر (عجل الله فرجه):
جرد السيف لثارات بني
امك الزهراء واجهد في رضاها
جلب القوم عليهم جحفلا
كالدجي لكن دراريه ظباها
تلتقي جيش العدي ضاحكة
والمواضي من دم طال بكاها
ابلغوا للدفع عن حامية الـدين
يوصي الكل كلا بحماها
لم يزالوا في الوغي حتي جري
من يد الأقدار ما حم قضاها
جرعوا كأس المنايا عندما
كرعوا مج ضييلات قناها
وبقي قطب المعالي والعدي
حوله والبيض والسمر رحاها
يلتقي بهم الأعادي باسماً
ملتقي الوفاد أيام قراها
فحمي حتي قضي وهو كريم
فعليه الله صلي لا يضاها
اللهم عجل فرج مولانا المهدي المنتظر وإجعلنا من خيار مواليه وأنصاره، قد قرأنا لكم فيها قصيدة الأديب المبدع والخطيب البارع السيد محمد معصوم القطيفي (رضوان الله عليه).