بسم الله وله الحمد نورالسموات والأرضين حبيب قلوب الصادقين والصلاة والسلام علي أحب الخلق إليه أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الحكمة ومعدن الرحمة محمد وآله الطاهرين.
مودة أهل بيت النبوة عليهم السلام هي من أهم الأوامر الإلهيّة التي نص عليها القرآن الكريم وقد جسدها شعراء المسلمين بلغتهم الوجدانية طوال التأريخ الإسلامي، و من عصور مختلفة لأدباء علماء وشعراء مشهورين، هم واضع علم النحو ابو الأسود الدؤلي، وشاعر الحماسة ابو تمام الطائي وللعالم اللغوي المتبحر إبي هلال العسكري وكذلك صاحب الفتوحات المكية محي الدين بن عربي ثم أديب الحويزة شهاب الدين ابن معتوق الموسوي.
نبدأ أعزاءنا بمقطوعة قصيرة للتابعي الجليل واضع علم إصول النحو بأمر أمير المؤمنين (عليه السلام) ابي الأسود الدؤلي الكناني المتوفي سنة ٦۹ للهجرة، قال (رضي الله عنه):
أمُفندي في حبّ آل محمدٍ
حجرٌ بفيك فدع ملامك أوزد
من لم يكن بحبالهم متمسـّكاً
فليعترف بولاء من لم يرشد
ولأبي الأسود الدؤلي مقطوعة أخري يشير فيها الي مظلومية أهل بيت الأنوار المحمدية ويستنفر فيها مشاعر المودّة الإلهيّة لهم داعياً للتعبير عن هذه المودة بنصرتهم عملياً. قال (رضي الله عنه) في أبياتٍ له بعد واقعة كربلاء:
يا ناعي الدين الذي ينعي التقي
قم فانعه والبيت ذا الأستار
أبني عليٍ آل بيت محمدٍ
بالطّفّ تقتلهم جفاة نزار
سبحان ذي العرش العليّ مكانه
أتي يكابره ذوو الأوزار
أبني قشيرٍ إنني أدعوكم
للحقّ قبل ضلالة وخسار
قودوا الجياد لنصرآل محمدٍ
ليكون سهمكم مع الأنصار
كونوا لهم جنناً وذودوا عنهم
أشياع كلِّ منافقٍ جبّار
وتقدّموا في سهمكم من هاشمٍ
خير البريّة في كتاب الباري
ومن القرن الهجري الأول ننتقل بكم أحباءنا الي القرن الهجري الثالث ومع أبيات من إحدي قصائد شاعرالحماسة حبيب بن أوس بن الحارث ابي تمام الطائي الذي كان ينسب الي الشام والمتوفي سنة ۲۳۱ للهجرة وها هو يشير الي نفوذ حب آل محمد (صلي الله عليه وآله) في جميع حواضر المسلمين، حيث قال (رحمه الله):
هذا أمين الله آخرُ مصدر
شجي الظماءُ به وأوّلُ مورد
ووسيلتي فيها إليك طريفة
شامٍ يدين بحبّ آل محمّد
نيطت قلائد عزمه بمحبّر
متكوّفٍ متدمشقٍ متبغدد
حتي لقد ظنّ الغواة وباطلٌ
أن قد تجسّم فيَّ روح السيّد
وفي البيت الأخير يشير ابوتمام (رحمه الله) الي السيد الحميري الذي إشتهر بكثرة قصائدة في أهل البيت المحمدي (عليهم السلام).
الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً كما نص عليه القرآن الكريم وهذا ما يشير إليه محي الدين بن عربي من القرن الهجري السابع في هذه المقطوعة حيث يقول:
هذا الذي قلته في الله من صفة
الله جاء به في الذكر مسطورا
علي لسان رسولٍ سيّدٍ ندسٍ
إذ طهر الله أهل البيت تطهيرا
فلم ينلهم لذا في عرضهم دنسٌ
إذ شمروا ذيلهم للنصر تشميرا
أما عالم اللغة المشهور ومؤلف كتابي فروق اللغة وجمهرة الأمثال الحسن بن عبد الله بن سهل الملقب بأبي هلال العسكري المتوفي سنة ۳۹٥ للهجرة، فهو يبين البركات الأخروية للإلتزام بالأمر القرآني بمودة أهل البيت (عليهم السلام). حيث يقول (رحمه الله):
وقد دلت الدنيا علي عيب نفسها
إذا التفتت لّلؤم بعد التكرّم
فما نولّت حتي استردّت نوالها
وشنّت علينا أبؤساً بعد أنعُم
ولكن سيعديني عليها ابن أحمدٍ
نبيَّ الهدي وابن الوصيّ المكرم
وإنّي متي أعلُقُ بسالف وُدّهِ
تبدّلتُ من أمري سناماً بمنسَمِ
ونختم هذا اللقاء بهذين البيتين لأديب الحويزة في القرن الهجري الحادي عشر شهاب الدين بن معتوق الموسوي، وفيهما يشير الي حصول الفرج ببركة التوسل الي الله عزوجل بأهل بيت النبوة (عليهم السلام). قال (رحمه الله):
اوائل أسماء الّذين ارتجيتهم
يفرّج عنّي فيهم المتشدّد
ثلاثة حاءات وأربع أعينٍ
وأربع ميماتٍ وجيمٌ موحّدُ