والصلاة والسلام على انوار صراطه القويم وأركان هداه العميم المصطفى محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم أعزاءنا تحية مباركة اهلاً بكم في لقاء آخر من هذا البرنامج إخترنا لكم فيه اثنتين من مدائح الرثاء الحسيني المؤثرة، الاولى من القرن الهجري الرابع ومنشؤها أحد مشاهير اعلام الادب العربي صاحب المقامات المعروفة، ابو الفضل احمد بن الحسين بن يحيى الملقب ببديع الزمان الهمداني المتوفى سنة ۳۹۸ للهجرة، أما المديحة الثانية فهي من أوائل القرن الهجري الرابع عشر ومنشؤها عالم اقليم بعلبك في عصره الفقيه الاديب جواد الحسيني العاملي خريج الحوزة النجفية والمتوفى سنة ۱۳٤۱. قال بديع الزمان الهمداني في مديحته الرثائية لسيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام):
يا لمة ضرب الزمان
على معرسها خيامه
لله درك من خزامي
روضة عادت ثغامه
فوربه قامت به
للدين أشراط القيامة
لمضرج بدم النبوة
ضارب بيد الامامة
متقسم يضبأ السيوف
مجرعاً منها حمامه
منع الورود وماؤه
منه على طرف الثمامه
نصب ابن هند راسه
فوق الورى نصب العلامة
ومقبل كان النبي
بلثمه يشفي غرامه
قرع ابن هند بالقضيب
غراره فرط استضامه
وشدا بنغمته عليه
وصب بالفضلات جامه
يا ويح من ولى الكتاب
قفاه والدنيا أمامه
العدل أبلج ساطع
والدين ذو حال وشامه
ليضرسن يد الندامة
حين لا تغني الندامة
وليدركن على الكرامة
سوء عاقبة الغرامة
وحمى أباح بنو يزيدٍ
عن طوائلهم حرامه
حتى اشتفوا من يوم بدر
واستبدوا بالزعامة
لعنوا أمير المؤمنين
بمثل اعلان الاقامة
لم لم تخرّي يا سماء
ولم تصبي يا غمامة
يا لعنة صارت على
أعناقهم طوق الحمامة
إن الامامة لم تكن
للئيم ما تحت العمامة
يا سبط هند وابنها
دون البتول ولا كرامه
يا عين جودي للبقيع
وما به تشفى رغامه
جودي لمشهد كربلاء
فوفري عني ذمامه
جودي بمكنون الدموع
وأرسلي بدداً تهامه
أما الفقيه العاملي الاديب السيد جواد الحسيني فهو يقول في قصيدة قصيرة من مدائح الرثاء الحسيني:
أيدري الدهر اي دم أصابا
وأي فؤاد مولهة أذابا
فهلا قطعت أيدي الاعادي
فكم أردت لفاطمة شبابا
وكم خدر لفاطمة مصون
أباحته وكم هتكت حجابا
وكم رزء تهون له الرزايا
ألم فألبس الدنيا مصابا
وهيج في الحشى مكنون وجد
له العبرات تنسكب انسكابا
وأرسل من أكف البغي سهماً
أصاب من الهداية ما أصابا
أصاب حشى البتول فلهف نفسي
لظام لم يذق يوماً شراباً
قضى فالشمس كاسفة عليه
وبدر التم في مثواه غابا
وكم من موقف جم الرزايا
لو ان الطفل شاهده لشابا
به وقف الحسين ربيط الجأش
وشوس الحرب تضطرب اضطرابا
يصول بأسمر لدن سناه
كومض البرق يلتهب التهابا
وبارقة يلوح الموت منها
إذا ما هزها مطرت عذابا