بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نور المبين محمد وآله الطاهرين.
اهلاً بكم في لقآء آخر من برنامج مدائح الانوار نقرأ لكم فيها اعزاءنا تتمة القصيدة الجامعة العصماء التي انشأها صاحب البردة والمدائح النبوية شرف الدين البوصيري رحمه الله في مدح السيدة الجليلة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن المجتبى بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام).
وقد ذكر فيها بعض مقامات آل محمد عليهم السلام وما جرى عليهم بعد وفاته (صلى الله عليه وآله) مبيناً دورهم الالهي كفرقان بين الحق والباطل.
قال (رحمه الله) في تتمة قصيدته الغراء ذكراً مقامات اخرى من مقامات العترة النبوية (عليهم السلام):
وانتم اناس اذهب الرجس عنهم
فليس لهم خطب وإن جلّ جاهد
إذا ما رضوا لله أو غضبوا له
تساوى الاداني عندهم والاباعد
وسيّان من جمر العدا متوقد
على بهرمان الصدق منكم وخامد
وفدت عليكم بالمديح وكلكم
عليه كتاب الله بالمدح وافد
وقد بيّنت لي هل اتى كم اتى بها
مكارم أخلاق لكم ومحامد
فلو لا تغضيكم لنا في مديحكم
لردّت علينا بالعيوب القصائد
ولم ارتزق من غيركم بتجارة
بضائعها عند الانام كواسد
عمدت لقوم منهم فكأنني
على عمد لا يرجع القول عامد
أأطلب من قوم سواكم مساعداً
وقد صدّهم حرمانهم أن يساعدوا
ومن وجد الزند الذي هو ثاقب
فلن يقدح الزند الذي هو صالد
وحسبي إذاً مدح ابنة الحسن التي
لها كرم مجد طريف وتالد
وإني لمهد من ثنائي قلائداً
إليها حلال هديها والقلائد
هي العروة الوثقى هي الرتب العلا
هي الغاية القصوى لمن هو قاصد
كأني إذا أنشدت في الناس مدحها
لما ضلّ من ذكر المكارم ناشد
أسيدتي ها قد رجوتك معلناً
بما انا من در المناقب ناضد
وأعين آمالي إليك نواظر
بما أنا من عادات فضلك عائد
وما أجدبت قومٌ أتى من لدنهم
لمرعى الاماني من جانبك رائد
ولو لا ندى كفيك ما اخضرّ يابس
ولا اهتز من أرض المكارم هامد
الى الله اشكو يا ابنة الحسن الذي
لقيت وإني إن شكوت لحامد
ومالي لا أشكو لآل محمد
خطوباً بها ضاقت عليّ المراصد
ومن لصروف الدّهر عني صارف
ومن لهموم القلب عني طارد
تسلط شيطان من النفس غالب
عليّ وشيطان من البؤس مارد
فيل ويح قلب ما تزال سماؤه
بها لشياطين الخطوب مقاعد
فيا سامع الشكوى ويا كاشف البلا
إذا نزلت في العالمين الشدائد
ويا من هدى الطفل الرضيع ولم تؤب
إليه قوى عقل ولا اشتد ساعد
ويا من سقى الوحش الظماء وقد حمت
مواردها من أن تنال المصايد
ويا من يزجّي الفلك في البحر لطفه
وهنّ جوار بل وهنّ رواكد
ويا من هو السبع الطوابق رافع
ومن هو للأرض البسيطة ماهد
ويا من تنادينا خزائن فضله
إلى رفده إن أمسك الفضل رافد
فلا الباب من تلك الخزائن مغلق
ولا خير من تلك الخزائن نافد
دعوتك من فقر اليك وحاجة
وكل بما يلقاه للصبر فاقد
وأفضت بما فيها إليك ضمائر
وأنت على ما في الضمائر شاهد
دعوناك مضطرين يا رب فاستجب
فإنك لم تخلف لديك المواعد
فليس لنا غوث سواك وملجأ
نراجعه في كربنا ونعاود
فقدر لنا الخير الذي انت اهله
فما أحد عما تقدّر حائد
وصفحاً عن الذنب الذي هو سائق
لنارك إلا إن عفوت وقائد
وصل حبلنا بالمصطفى إنّ حبله
لنا صلة يا رب منك وعائد
عليه صلاة الله ما أحمد السرى
إليه وذلت للمطي فدافد
شكراً لكم احباءنا عن جميل اصغائكم للأيات المتقدمة من قصيدة شرف الدين البوصيري في مدح السيدة الجليلة نفيسة الحسنية عليها السلام وأهل بيت النبوة (عليهم السلام).