البث المباشر

حديث: لا يكون المؤمن مؤمناً حتي يكون لأخيه مثل الجسد اذا ضرب عليه عرق واحد تداعت سائر عروقه

الإثنين 4 نوفمبر 2019 - 11:53 بتوقيت طهران
حديث: لا يكون المؤمن مؤمناً حتي يكون لأخيه مثل الجسد اذا ضرب عليه عرق واحد تداعت سائر عروقه

إذاعة طهران- نور وبلاغة: الحلقة 144

نص الحديث


قال الامام الصادق (عليه السلام): لا يكون المؤمن مؤمناً حتي يكون لأخيه مثل الجسد، اذا ضرب عليه عرق واحد: تداعت سائر عروقه.

دلالة الحديث


علي الرغم من الاشتهار والاشاعة والالفة لهذا الحديث، فان العمل به - مع الاسف - لا يكاد يتحقق الا لمن عصم الله تعالي ووفقه ممن يمثلون القلة من الناس، المهم هو: ان نذكر بهذا الحديث لعل السامع يفيد منه في تعديل سلوكه. والسؤال الآن هو: اولاً ماذا نستلهم من الحديث المتقدم؟ ثم ما هي النكات البلاغية الكامنه وراء ذلك؟ الحديث من حيث دلالته يقرر بان المؤمن ينبغي ان يعاون اخاه المؤمن ما وسعه ذلك، وان الاعانة المذكورة امر لا سبيل الي التراخي فيه، مشيراً الي ان امثلة هذا التعاون يحقق - من حيث البعد الاجتماعي - توازنا في المجتمع: تماماً مثل الاجزاء البدنية للانسان حيث ان الصلات العضوية بين اجهزتها من الوضوح بمكان، بصفة ان كل عضو مرتبط بسواه ولا يتنصل عنه، وهذا هو الاستخلاص الدلالي للحديث. ولكن ماذا عن بلاغته؟

بلاغة الحديث


الحديث المتقدم هو تشبيه يعتمد علي اداة هي (المثل) وهذي الاداة تتميز عن غيرها بكونها ترصد وجوه الشبه بنسبة عالية مقابل الادوات التشبيهية الاخري مثل (كان) او (الكاف) ونحو ذلك. والمهم هو: ان اداة (مثل) مادامت تجسد وجوه الشبه بين طرفي الموضوع، فهذا يعني أهمية ما طرحه الامام (عليه السلام) بالنسبة الي التعاون بين المؤمنين، ان طرفي التشبيه هما: المؤمن وصلته بأخيه المؤمن من جانب، واجزاء الجسد في الانسان من جانب آخر. كيف ذلك؟ من البين ان اعضاء البدن مرتبطة عضوياً مع بعضها، حيث ان اصابة بعضها او تعرضه الي الخلل، يؤثر علي سائر الاعضاء، وهو تشبيه من الواقعية بمكان، حيث ان التعاون بين الافراد المؤمنين يحقق نفس الارتباط العضوي، فاذا تعاون المؤمنون: حينئذ يتحقق التوازن الاجتماعي بمثل ما يتحقق التوازن العضوي في بدن الانسان والعكس هو الصحيح ايضاً. والمهم في ضوء ذلك: ان نحاول ما وسعنا ذلك بان يحقق بعضنا للآخر: اشباع حاجاته، سواء اكان الاشباع من حيث التوفير لحاجاته او من حيث الدفع لاحباطاته وحرمانه وهذا ما يتعين علي الشخصية الاسلامية تحقيقه والتفكير فيه جدياً، وهو امر نسأله تعالي ان يوفقنا الي تحقيقه، والي ممارسة الطاعة، انه سميع مجيب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة