البث المباشر

حديث: لو أهدي الى كراع لقبلته

الإثنين 4 نوفمبر 2019 - 10:46 بتوقيت طهران
حديث: لو أهدي الى كراع لقبلته

إذاعة طهران- نور وبلاغة: الحلقة 131

نص الحديث


قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لو أهدي الى كراع لقبلته.  

دلالة الحديث


الحديث المتقدم يجسد - من الزاوية البلاغية - صورة (فرضية) اي: لو فرض حدوث هذه الظاهرة او تلك لترتب عليها كذا وكذا وفي ضوء هذه الحقيقة استشهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بفرضية ان احدهم اذا أهدي اليه ابسط ما يمكن تصوره لقبل الهدية مهما صغر حجمها او قيمتها، والهدف من القبول هو التواضع من جانب، وعدم رد الهدية من جانب آخر، حيث ان المهدي من الممكن إلا يسعه ان يهدي غير ما يمتلكه وهو الكراع مثلاً لذلك حتي لا نخرجه أو نجعله خجلاً: فعلينا ان نقبل هديته، وقد ورد في حديث آخر: انه (صلى الله عليه وآله وسلم) اذا دعي الي ذراع لأجاب كما ورد في حديث ثالث انه (صلى الله عليه وآله وسلم)، كان يقبل الهدية ويثيب عليها.  والسؤال الآن، هو ماذا نستخلص من الاحاديث المتقدمة اي قبوله الهدية، اجابته للدعوة، مكافأة المهدي؟ 

بلاغة الحديث


واضح انه (صلى الله عليه وآله وسلم) يهدف الي حفظ كرامة الانسان، وعدم احراجه، ومن ثم التواضع من خلال قبول الهدية، واجابة الدعاة، مضافاً الي تشجيع المهدي، وذلك من خلال المكافأة.  ان الاسلام - وهذا من الوضوح بمكان - يحث علي توثيق الصلة بين المؤمنين حيث يأمر بممارسة عشرات الانماط من السلوك، بدئا بالسلام، والمصافحة، والالتزام والبشر، والزيارة، واجابة الدعوة، وعدم رد الاساءة، والصبر علي اذي الآخر، كل ذلك تأكيداً لتعميق الصلة بين المؤمنين. من جانب آخر يحث الاسلام علي التواضع: كالجلوس مع الفقراء واجابة دعواتهم، كما نزل الامام الحسين (عليه السَّلام) في احدي المرات ليجلس علي الارض بعد ان دعاه قوم فقراء يتناولون طعامهم أو كما صنع الامام الرضا (عليه السَّلام) عندما كان يجلس مع الخدم ونحوهما علي مائدة واحدة، كما يحرص الاسلام - من جانب ثالث - علي عدم احراج الآخر مهما كان العرض الذي يقدمه بسيطاً حتي لو كان شق تمرة لوجب علينا تقبلها ولوجب علينا بذلها رفعاً للحرج. يبقي ان نحدثك بلاغياً عن الحديث المتقدم. فماذا نستلهم؟  الجواب: لا نحتاج الي ادني تأمل حتي ندرك بأن الهدف من الصورة البلاغية التي نطلق عليها مصطلح (الصورة الفرضية) هو: تعميق المعرفة بالشيء فمثلاً: عندما يقول القرآن الكريم «لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ» اوعندما يقول الامام علي (عليه السَّلام): (لو احبني جبل لتهافت)، انما نستخلص من ذلك: ان المفروض علينا ان نخشي الله تعالي مادام الجبل - وهو حجر - من الحب يتهافت.  اذن الهدف من الصورة الفرضية هو: تعميق المعرفة بهذا الشيء مثلاً او ذاك، وهو ما اوضحه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما ذكر بانه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقبل الهدية ويجيب الدعوة ويكافئ.  ختاماً نسأله تعالي ان يوفقنا الي المعرفة بعظمة الله تعالي وبرسالة الاسلام، وان يوفقنا الي ممارسة الطاعة انه سميع مجيب.  

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة