والصلاة والسلام على محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم - أيها الأكارم- ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا راجين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
مستمعينا الأفاضل: حول المعيشة المتواضعة لقائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي (اعزه الله تعالى) ذكروا ان احد المسؤولين زار بيت السيد القائد فوجده مفروشاً ببسط قديمة متواضعة جداً، فجمعها في غياب السيد وقام ببيعها وأضاف عليها مبلغاً من أمواله الشخصية ثم اشترى سجاداً جديداً فرشوا به البيت.
لكن السيد الخامنئي (حفظه الله تعالى) عندما عاد الى بيته ورأى ذلك قال لهم: ما هذا؟
فأجابه المسؤول: لقد بدلنا البسط القديمة.
فقال السيد: لقد أخطاتم بفعلكم هذا اذهبوا واعيدوا تلك البسط. وامتثالاً لأمره ذهبوا وبعد عناء كبير عثروا عليها واعادوها الى بيته.
روي ان احد تجار قزوين ارسل الف ليرة ذهباً من سهم الامام (عليه السلام) الى المجدد الكبير آية الله العظمى السيد محمد حسن الشيرازي (رضوان الله تعالى) فلما وصل الرسول الى العراق وجد السيد قد انتقل الى رحمة الله تعالى، فأتى بالمال الى الشيخ حسن الممقاني (رحمه الله) فرفضه وقال للرسول: انه امانة في يدك على ان توصله للسيد وقد تعذر عليك ذلك، فيلزمك ان ترجع الأمانة الى اهلها، او تطلب الاذن بالتصرف من مررل المال.
فقال الرسول: ان هذه الألف حق لله تعالى، وقد تفحصت وسألت فتعين عندي اعطاءها لك.
فقال الشيخ الممقاني (رضوان الله تعالى): لابد من اذن المرسل.
قال الرسول: خذ المال وان لم يرض المرسل دفعت له المبلغ من مالي الخاص.
فقال الشيخ: ان هذا المال بعينه ليس لك، فاذا اردت ان تؤدي الحق فاده من مالك الخاص. فأخذ الرسول والمال ومضى.
اجل - مستمعي الكريم- بهذا عرف العلماء المتقون وامتازوا عن غيرهم لا تغرهم صفراء ولا بيضاء، ولا يجرفهم الطمع الى تأويل الشريعة وصرفها الى الميول والأهواء.
وبكلمة لقد ابتعد هذا العبد الصالح عن الشبهات تماماً كما ابتعد عن الحرام البين وتورع عن كل أسلوب يخشى معه على دينه وآخرته.
من ذلك ان بعض التجار كان يمده بشيء من المال وهو طالب، فكان الشيخ الممقاني اذا التقى بهذا التاجر يتجاهله ولا يسلم عليه كي لا يظن انه يتملقه ويتقرب اليه طمعاً في دنياه، وقد ورد عن امام المتقين علي (عليه السلام) قوله: «من احب نيل الدرجات العلى فليغلب الهوى».
روي ان احد ملاكي الاراضي في مدينة قمشة الايرانية جاء الى العالم المجاهد السيد الشهيد حسن المدرس (رضوان الله تعالى) ليهب له قطعة ارض، وبالرغم من ان السيد كان فقيراً وفي امس الحاجة الى الارض بادره بالسؤال: هل في عائلتك واقاربك فقراء ومحتاجون؟
فاجاب الرجل: نعم، ولكني اود ان اهب هذه الارض لك.
فقال السيد المدرس (أعلى الله مقامه): الافضل ان تهبها لأولئك الفقراء من اقاربك.
اجل - مستمعي العزيز- لقد انطلق السيد المجاهد في موقفه هذا من كلمة جده علي بن ابي طالب (عليه السلام): «عز من قنع وذل من طمع».
من جملة المسائل الأساسية التي كان سماحة الشيخ رجب علي الخياط (رضوان الله تعالى) يؤكد اهميتها كثيراً في تعليم وتربية تلاميذه هي مسألة الاخلاص، وليس الاخلاص في العقيدة والعبادة فقط، وانما في جميع الأمور والأعمال.
فكان (رحمه الله) يؤكد دائماً ويقول: «ان الدين الحق هو هذا الذي يقال فوق المنابر، ولكن ينقصه شيئان: احدهما الاخلاص والآخر هو محبة الله فهذا العنصران يجب اضافتهما الى مواد الخطب والكلمات».
التقى العالم الرباني الميرزا القمي (رضوان الله تعالى) ذات مرة بفتح علي شاه حاكم ايران آنذاك، فوجه اليه نصيحة الدين قائلاً له: «أيها الشاه اعدل فاني اخشى على نفسي من نار جهنم» لقوله تعالى: «ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار».
ومرة اخرى دخل على الملك واخذ بلحيته الطويلة وقال له: «ايها الشاه لا ترتكب عملاً فتحترق هذه اللحية غداً يوم القيامة». وكان هذا العالم الشجاع يلتقي بالملك بين فترة واخرى وينطلق بذلك من مبدأ النصيحة المباشرة وتسديد المسيرة السياسية لصالح الاسلام والمسلمين.
وختاماً - ايها الاكارم- نشكركم على من المتابعه وجميل الاصفاء. وحتى اللقاء المقبل نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.