والصلاة والسلام على سيد المؤمنين من الأولين والآخرين محمد الصادق الأمين وآله الأبرار الميامين.
السلام عليكم - ايها الاكارم- ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
مستمعينا الأعزاء: من السخاء أن نعطي المال للمحتاجين، ولكن اذا اقترن بالعطاء الاخلاص لله تعالى فأخذ المتحلي بهما يعطي المال ويوزع حريصاً على ان لا يعرفه أحد وخاصة المحتاج الذي يستلم المال، مثل هذا الانسان السخي ماذا نطلق عليه من مفردات الأخلاق الحميدة؟ نعم هكذا كان آية الله الشيخ حسن علي الطهراني (اعلى الله مقامه) في نبله وعطائه
اجل هو جد آية الله الشيخ حسن علي مرواريد من طرف امه الذي نقل أن أموالاً كانت تجبى الى المرحوم جده فيقوم بايصالها الى المحتاجين عبر وسطاء محيطين به من غير التظاهر بذلك، حتى أن بعض اولئك المحتاجين لما كان يستلم المال يقول للوسيط - وهو لا يعلم انه من الشيخ-:
«جزاك الله خيراً ولا جزى الشيخ الطهراني».
وذكر أحد الوسطاء واسمه - صدر الحفاظ- وكان من الرجال المحترمين في مشهد المقدسة قائلاً: ذات مرة اعطاني سماحة الشيخ الطهراني مالاً كي اعطيه لأحد الأشخاص وكالعادة اكد بأن لا ابوح له باسم المحسن، وعندما سلمت الرجل ذلك المبلغ شكرني، ثم اخذ يعاتب الشيخ ويقول: عنده مال كثير ولكنه لا يصلني بشيء منه وهو يعرفني جيداً، لقد كانت تلك الكلمات ترعجني بشدة وقد هممت ان ادافع عن الشيخ واخبر الرجل - ان هذا المال- ليس مني بل هو ممن تعاتبه، ولكني عملاً بتوصية الشيخ لم اتجاوز حدود الصمت.
ونبقى - مستمعينا الأكارم- مع آية الله المرحوم الشيخ حسن علي الطهراني والحديث عن نبله وعطائه حيث يقول المرحوم السيد حسن فيروزة تراش: اعطاني الشيخ الطهراني (طيب الله ثراه) ذات مرة مبلغاً كبيراً من المال وقال: خذ هذا المبلغ الى منزل فلان في محلة عيدكاه - وهو من الناس المحترمين- واعطه اياه.
ويضيف السيد حسن قائلاً: وهكذا فعلت فاذا بالرجل وقد فوجيء قائلاً: عجيب جداً البارحة انتهى مالدي من مال ومؤونة وكنت مشتت البال ولاأحد يعلم بحالي، لا شك عندي ان مجيئك بهذا المال وفي هذه الساعة من حاجتي الماسة اليه هو لطف من الباري عزوجل، واني أسأل الله تعالى ان يغفر للشيخ الطهراني فهو اولى منك بأن ينظر الي ويتفقد حالي، لقد تألمت من عتابه للشيخ والحال أن الشيخ هو المرسل للمال فأردت اخباره بذلك لكني تذكرت امره بعدم الافصاح عن اسمه فسكت.
وذات يوم سأله احد تلامذته وهو الشيخ الزنجاني (رحمه الله): لماذا لا تسمح بالافصاح عن اسمك لمن ترسل اليهم المال؟
فأجاب (رضوان الله تعالى): «اولاً: اريدهم ان لا يقطعوا ذكرهم واملهم وطلبهم من الله تعالى، فهو الرزاق الحكيم، وثانياً: اريد هم ان لا يتوقعوا استمرارية هذه المساعدة، فلربما طرأت علي ظروف فتشح الأموال وعندي او يصبح الرجل لا يستحق هذا المال، وحينئذ اذا تعودوا وانقطع عنهم سوف لا يكتفون هذه المرة بالعتاب فحسب، وانما يشهرون العداء ضدي، اما سمعت الحديث القائل: اتق شر من احسنت اليه».
لقد كان البطل الايراني المسلم المرحوم تختي - وهو بطل العالم بالمصارعة آنذاك- يتحلي بالأخلاق الحسنة ويتميز بالصبر وكظم الغيظ ومساعدة المحتاجين، وفي محلة خاني آباد الشعبية التي كان يوجد فيها عدداً من الاشقياء كان يتجنب الفظاظة وهو في سن الشباب.
وكان البطل تختي يعمل في محل نجارة وكان صاحب المحل يضربه في بعض الأحيان وحين كان الشباب يأتون حاملين السكاكين للدفاع عنه كان يمنعهم من ذلك، ويقول ابن المرحوم تختي: ذات يوم - حينما كان والدي في ذروة البطولة- كان جالساً في احد المقاهي الشعبية فجاء شخص متهور جاهل من أهل المحلة وضرب والدي بقوة أسفل أذنه.
ويضيف ابن المرحوم تختي - بطل العالم بالمصارعة- قائلاً: فلم يحرك والدي ساكناً –وكظم غيضه- وصلى على محمد وآل محمد، وعندما عرف ذلك الرجل فيما بعد بأنه ضرب تختي - ولم يكن يعرفه من قبل - ندم على فعله وقام بنحر خروف امامه تعبيراً عن اعتذاره وندمه.
وكان المرحوم تختي يعين المحتاجين والمستضعفين مادياً ومعنوياً يقول المقربون منه: من مساعداته انه قدم مبلغاً من المال لزوجين مشلولين تزوجا حديثاً ولأمرأة عجوز ايضاً، واشترى دكاناً لشاب عاطل عن العمل ليبيع الصحف والمجلات وغير ذلك. وحينما كانت تصله بعض الهدايا كان يعطيها لأشخاص. كان يتولي كفالتهم.
وختاماً - ايها الأحبه الكرام- نتقدم لحضراتكم بالشكر الجزيل على حسن المتابعة وجميل الاصفاء. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الله والسلام عليكم.