البث المباشر

قصص من اخلاق الاولياء

الأحد 13 أكتوبر 2019 - 11:48 بتوقيت طهران
قصص من اخلاق الاولياء

إذاعة طهران- من اخلاق الاولياء: الحلقة 53: السيد هاشم القزويني والاهتمام بالآداب الاسلامية في النقاش العلمي, وصايا آية الله بهجت لحافظ القرآن السيد الطباطبائي وتوبة ببركة الامام الرضا(ع)

وصلى الله على حبيبه وصفيه محمد الأمين وعلى اله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا راجين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
روي ان آية الله السيد هاشم الموسوي القزويني (أعلى الله مقامه) كان في حوزة كربلاء العلمية يلقي محاضرات فقهية على طلبته، فلاحظ ذات مرة أن المناقشات العلمية الحرة التي هي الطريقة المتداولة في الحوزات العلمية قد اخذت تخرج عن جادة الآداب الاسلامية وتدخل في الجدليات والمراء الذي لا يليق بطلبة العلوم الدينية الاتصاف به، لذلك قرر رحمه الله استبدال محاضراته العلمية في الفقه الاسلامي الى محاضرات في الأخلاق الاسلامية قائلاً: ان الأخلاص أساس العلم ولا نفع للعلم من دون الأخلاق، فألزم طلبته في دروس الأخلاق فترة من الزمن وكان لهذه الدروس الأخلاقية اثر عظيم في تربية وتهذيب نفوس الطلبة الذين أصبحوا فيما بعد علماء دين وبعد ذلك عاود السيد القزويني (رحمه الله) دروسه الفقهية ومحاضراته العلمية.

 

وعندما دخل الفتى الحافظ للقرآن الكريم السيد محمد حسين الطباطبائي (علم الهدى) الى غرفة آية الله الشيخ بهجت (حفظه الله) استقبله الشيخ استقبالاً حاراً وبينما كان يشد على يديه مصافحاً قال: «اللهم اجعله من العلماء الربانيين العاملين».
وسأل الشيخ بهجت والد السيد محمد حسين: هل يقرأ القرآن كل يوم؟
فأجاب السيد الطباطبائي: نعم يقرأ جزءاً واحداً في كل يوم.
فقال الشيخ: هذا المقدار كاف للابقاء على الحفظ، فليقسم هذا الجزء على اوقات الصلاة.
وبعد ذلك قرأ الشيخ بهجت حديثين في حفظ القرآن:
الأول«من حفظ القرآن فقد أدرجت النبوة ‌بين جنبيه ولكنه لا يوحى اليه».
والثاني«من كان مع القرآن كان مع العترة ومن كان مع العترة كان مع القرآن».
شكر السيد الطباطبائي الشيخ بهجت وطلب منه أن يدعو لمحمد حسين فقال الشيخ: من اراد منكم حفظ القرآن فليقرأ هذا الدعاء ثلاث مرات في كل صباح ومساء ثم اخذ يمسح رأس محمد حسين بيده وهو يقرأ هذا الدعاء: «اللهم اجعلني في درعك الحصينة التي تجعل فيها من تريد».

 

ذكر الأستاذ السيد حسن الأبطحي في كتاب «سير الى الله» بان احد الأشخاص قال له: «كنت في ليلة الحادي عشر من ذي القعدة عام 1404 هـ وهي ليلة ولادة الامام الرضا (عليه السلام) في مدينة‌ مشهد المقدسة وكنت في تلك الأيام في غفلة عن الله وعن الدين وعن جميع الجوانب الروحية وكان بعض الأصدقاء يذكرني بين الحين والآخر بيوم القيامة وبالمثل والكمالات الروحية والآفاق الانسانية الا انني كنت كسائر الناس همي الدنيا والعيش والطعام والحياة الحيوانية».
ويستمر الرجل في حديثه قائلاً: «مررت تلك الليلة على ضريح الامام الرضا (عليه السلام) حيث اقيم حفل بهيج بتلك المناسبة ومع ان الساعة كانت حوالي العاشرة ليلاً الا اني رأيت الناس مزدحمين في الحصن الشريف ويتناقلون بينهم أخباراً بلهفة وشوق وهي ان واحداً وعشرين شخصاً من ذوي الأمراض المستعصية ممن دخلوا الصحن الشريف وما جاوره قد شفوا من أمراضهم، وكل شخص من الحاضرين يقول انه رأى بعضهم وشهد شفاءهم، وفي تلك اللحظة رأيت شخصاً يمر الى جانبنا والناس يشيرون اليه ويقولون هذا واحد منهم».
ويضيف الرجل قائلاً: «تقدمت اليه لأطلع على حقيقة امره وبد الي اني اعرفه ولهذا بادرته اولاً بالقول: أين رأيتك قبل الآن؟
قال: البارحة في المطعم الفلاني كنا نتعشى سوية وقد أسفت لحالي وكنت تنظر الي بالم وبقيت جالساً امامك حوالي نصف ساعة، ولما سمعت هذا الكلام تذكرت اني ذهبت البارحة لتناول العشاء في المطعم حيث جلس امامي على المائدة شخص مشلول القدمين كان على عربة وكان يواجه صعوبة شديدة فتألمت لحاله حتى انني اردت ان ادفع ثمن طعامه».
ويستمر الرجل في وصف الحالة قائلاً: «لقد كنت البارحة قد رأيت رجليه ولم يكونا سوى قطعتين من العظام يكسوهما جلد بلا حركة فقلت له: دعني انظر الى رجليك لأرى كيف استعدت سلامتك، فرفع بنطاله فوراً فرأيت رجلين طبيعيتين يكسوهما اللحم والعضلات ولا أثر للشلل فيهما فصحت في الحال: «الهي عميت عين لا تراك، اللهم اغفر لي غفلتي واسرافي على نفسي طول عمري».
ويستمر الرجل في مخاطبة معبوده قائلاً: «واعترف انني كنت اتجاهل وجودك لكي ابرر لنفسي معصيتك حتى انني كنت لا اقر بكل ما يذكر من لطفك وفضلك ورحمتك، الهي ظلمت نفسي ومع لطفك بي كنت اعصيك اللهم أسألك رأفتك ورحمتك فان لم تغفر لي فبمن الوذ، ... وعندها احتشد الناس حولي يسألونني عما جرى لكني لم تكن لي القدرة على الاجابة وبقيت أسكب الدموع حتى الصباح وعزمت على التوبة ولا أدع زخارف الدنيا تلفني ثانية وتطويني في متاهات الغفلة».
وختاماً ايها الاعزاء شكراً لكم على حسن المتابعة. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الله تعالى والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة