البث المباشر

بر فاطمة (عليها السلام) برسول الله صلى الله عليه واله

الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 - 14:02 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من الاخلاق الفاطمية: الحلقة 2

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حق الحمد، وصلى الله على محمد واله اولى العلى والسؤودد.
اخوتنا الأكارم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخلاق ايمان ومحبة، لأنها في حقيقتها طاعة لله، ورحمة بعباد الله.
وأهل بيت الرسالة محمد وآله صلوات الله عليهم، كانت لهم أخلاق كما كانت للانبياء والأوصياء من قبل أخلاق، ولكن أخلاق أهل البيت النبوي النير أعلى وأسمى وأنفذ بصيرة، بالاضافة الى انها تعددت في الموقف الواحد والعبارة الواحدة. وهذا ماشهدت له ألاخلاق الفاطمية الشريفة، كما سنرى بعد هذه الوقفة القصيرة.

 


في (مسند فاطمة) للسيوطي الشافعي، و(المستدرك على الصحيحين) للحاكم النيسابوري الشافعي و(صحيح البخاري) وغيرها من مصادر السيرة، أنه بينما رسول الله صلى الله عليه واله كان ساجدا ً وحوله ناس من قريش، قال المشركون فيما بينهم: من يأخذ سلى هذا الجزور أوالبعير (أي أحشاءه) فيفرقه على ظهر محمد؟ فجاء عقبة بن أبي معيط فقذفه على ظهر النبي صلى الله عليه واله وهو ساجد فلما علمت فاطمة عليها السلام بذلك سارعت فألقت السلى عن ظهره الشريف، ودعت على من صنع ذلك. فكان منها سلام الله عليها بر بوالدها المصطفى، وعطف وغيرة وحنان.
وفي (ذخائرالعقبى) لمحب الدين الطبري الشافعي، و(ينابيع المودة) للقندوزي الحنفي، (ومجمع الزوائد) للهيثمي الشافعي …وغيرها من مصادر العامة والخاصة ومنها (عيون اخبار الرضا عليه السلام) للصدوق، عن الامام الرضا عن أبائه عليه وعليهم السلام: قال أميرالمؤمنين علي عليه السلام: "كنا مع النبي صلى الله عليه وآله في حفر الخندق، اذ جاءته فاطمة بكسرة من خبز فرفعتها اليه، فقال: ماهذه يافاطمة؟ قالت: من قرص اختبزته لابني، جئتك منه بهذه الكسرة، فقال: يابنية، أما انها لأول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاث" .
وفي احدى قصص واقعة أحد… روى القمي في تفسيره أن ابليس صاح بالمدينة: قتل محمد فلم يبق أحد من نساء المهاجرين والأنصار الا خرج، وخرجت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله تعدو على قدميها حتى وافت أباها رسول الله وقعدت بين يديه وكانت اذا بكى بكت، واذا انتحب انتحبت. هكذا التعاطف كان بين الزهراء وأبيها، وكأنهما روح واحدة، فلا تملك نفسها المقدسة حين تراه يغتم، فتغتم لغمه، وتحزن لحزنه، بل وتنتحب لا نتحابه، فهي ابنته البارة، بل كأنها أمه الشفيقة عليه.
كتب الخوارزمي الحنفي في مؤلفه (المناقب) راوياً عن أبي أيوب الأنصاري أحد الصحابة المشهورين أنه قال: مرض النبي مرضة فأتته فاطمة تعوده، فلما رأت ما برسول الله صلى الله عليه واله من الجهد والضعف استعبرت، وبكت، حتى سال الدمع على خديها.


وكم روي – أيها الاخوة الأحبة – في سيرة الصديقة الزهراء عليها السلام تعاطفها مع أبيها في مواقفه العصيبة، ومناصرتها اياه، ومشاطرته الأسى واعانته على ما نهض به صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين.
في (مجمع البيان) روى الطبرسي عن سهل بن سعد أنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد، فكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه، وكانت فاطمة بنته تغسل عنه الدم، وعلي بن أبي طالب يسكب عليها بالمجن. فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم الا كثرة، أخذت قطعة حصير فأحرقتها، حتى اذا صارت رماداً ألزمته فاستمسك الدم.
وروى أحمد بن حنبل في (مسنده) عن سهل أنه قال: كان علي يجئ بالماء في ترسه، وفاطمة تغسل الدم عن وجه رسول الله صلى الله عليه واله. فيما روى الطبراني في (المعجم الكبير) عن سهل بن سعد، أيضاً قوله: لما كان يوم أحد وانصرف المشركون، خرجت النساء الى رسول الله وأصحابه يغيثونهم، فكانت فاطمة فيمن خرج، فلما لقيت رسول الله اعتنقته وجعلت تغسل جراحاته بالماء، ثم أخذت شيئا من حصير فأحرقته، فكمدته حتى لصق بالجرح واستمسك الدم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة