السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله، أهلاً بكم في لقاء من هذا البرنامج ننور فيه عقولنا وقلوبنا بذكر خلق آخر من معالي الأخلاق التي يحبها الله لعباده هو خلق (قبول النصيحة)
وقد حثنا على التحلي ربنا الكريم في كتابه المجيد في آيات كثيره نكتفي بواحدة تهدينا الى هذا الخلق النبيل بذم ضده وهو التكبر عن قبول النصيحة، قال جل جلاله في بيان سوء عاقبة عدم قبول النصيحة في الآية ۲۰٦ من سورة البقرة:
"وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ"
وواضحٌ من الآية الكريمة مستمعينا الأفاضل أن المنشأ الأساس لعدم قبول النصيحة هو التكبر وعبادة النفس وأهوائها، من كان في التحلي بخلق قبول النصيحة فضيلة أخرى هي تطهير القلب من الكبر والإعتزاز بالأثم أجارنا الله وإياكم في ذلك.
أيها الأطائب،وقد حثت كثيرٌ من الأحاديث الشريفة على التحلي بهذا الخلق الطاهر وأمرت به وعدته من نعم الله على العباد الصالحين روى العلامة الفقيه ابن إدريس الحلي في كتاب السرائر مسنداً عن أيوب بن نوح أن الإمام علي النقي الهادي (عليه السلام) كتب الى أحد شيعته يقول (عاتب فلاناً وقل له إذا أراد الله بعبدٍ خيراً إذا عوتب قبل) وفي كتب الكافي والمحاسن والتهذيب عن إمامنا الباقر (عليه السلام) قال: (إتبع من يبكيك وهو لك ناصحٌ ولا تتبع من يضحك وهو لك غاش، وستردون على الله جميعاً فتعلمون).
وفي حديث رواه الشيخ الطوسي في الأمالي عن الإمام زين العابدين (عليه السلام)، ذكر في صفة الأحمق عدم قبول النصيحة حيث قال لولده الباقر عليهما السلام:
"إياك يا بني أن تصاحب الأحمق ... فإن الإحمق... إن عمل أفسد لا علمه من نفسه يغنيه ولا علم غيره ينفعه ولا يطيع ناصحه..."
أيها الأخوات والأخوة ويهدينا إمامنا الصادق (عليه السلام) الى أن قبول النصيحة من الأخلاق التي لا غنى للمؤمن عنها إذا طلب الحياة الطيبة، فقد روى عنه الشيخ أحمد البرقيّ في كتاب (المحاسن) أنه (عليه السلام) قال:
"لا يستغني المؤمن عن خصلة وبه الحاجة الى ثلاث خصال: توفيق من الله عزوجل وواعظ من نفسه وقبول من ينصحه" ومسك الختام هو الحديث الشريف الذي رواه الشيخ الكليني في كتاب الكافي عن مولانا الصادق وفيه عبّر بأبلغ البيان عن كرامة هذا الخلق النبيل عند أهل بيت النبوة (عليهم السلام) حيث قال:
"أحبّ إخواني إلي من أهدى إلي عيوبي".
وفقنا الله وإياكم أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران الى جميل التحلي بخلق (قبول النصيحة) ببركة التمسك بولاية صفوته المطهرين محمد وآله الطيبين (صلوات الله عليهم أجمعين) والى لقاء آخر من برنامجكم معالي الأخلاق، دمتم في رعاية الله.