السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله، على بركة الله ندخل معا روضة أخرى من رياض معالي الأخلاق وهي روضة النصح للمؤمنين..
وكنا أيها الأعزاء قد دخلنا معا في الحلقة السابقة روضة (النصح لخلق الله)، فتعلمنا من القرآن، الكريم وأحاديث أهل بيت النبوة عليهم السلام أن من أخلاق الأنبياء والمؤمنين الصادقين النصح لعموم الناس البر منهم وغيره، والمراد طلب صلاحهم وهدايتهم ودفع الأذى عنهم والسعي لذلك بالرفق بهم والرحمة لهم. وهذا الخلق الكريم يتأكد في التعامل مع المؤمنين خاصة، وهذا مانتعلمه من كثير من الأحاديث الشريفة نجتني بعضها في هذا اللقاء فتابعونا مشكورين.
نبدأ – أيها الأحبة – بما أمر به رسول الله جماعة المؤمنين حيث روى الشيخ الكليني في كتاب الكافي عنه – صلى الله عليه وآله – قوله:
"لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه"
ونقرأ في كتاب المحاسن للشيخ البرقي تحذير النبي الأكرم للمؤمنين من عواقب ترك العمل بهذا الخلق حيث قال – صلى الله عليه وآله -:
"من إستشاره أخوه المؤمن فلم يمحضه النصيحة سلبه الله لبه".
أي سلبه الحكمة والعقل أعاذنا الله وإياكم من ذلك.
وفي كتاب كسف المحجة للسيد ابن طاووس نقرأ قول مولانا الإمام أميرالمؤمنين في وصيته لولده الحسن المجتبى عليهما السلام:
"إمحض أخاك بالنصيحة حسنة كانت أم قبيحة، ساعده على كل حال وزل معه حيثما زال ولا تطلبن منه المجازاة فإنها من شيم الدناة".
وفي كتاب الكافي روي عن إمامنا جعفر الصادق عليه السلام انه قال:
"يجب للمؤمن على المؤمن أن يناصحه".
وفي كتاب أمالي الصدوق عنه – عليه السلام – انه قال:
"من رأى أخاه على أمر يكرهه فلم يرده عنه وهو يقدر عليه فقد خانه، ومن لم يجتنب مصادقة الأحمق أوشك أن يتخلق بأخلاقه".
وفي كتاب فقه الرضا – عليه السلام – قال العالم:
"حق المؤمن على المؤمن أن يمحضه النصيحة في المشهد والمغيب كنصيحته لنفسه".
مستمعينا الأفاضل، قال العلماء تعليقا على هذه الأحاديث الشريفة:
المراد بنصيحة المؤمن إرشاده الى مصالح دينه ودنياه، وتعليمه إذا كان جاهلا، وتنبيهه إذا كان غافلا، والذب عنه إذا كان ضعيفا، وتوقيره في صغره وكبره وترك حسده وغشه ودفع الضرر عنه، وجلب النفع إليه.
ولو لم يقبل نصيحته سلك به طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أيها الأحبة، ومثلما ينبغي للمؤمن أن يتحلى بخلق النصح لأخيه المؤمن، ينبغي له أن يتحلى بخلق قبول النصيحة ممن ينصحه فهذا من حق الناصح عليه، نقرأ في رسالة الحقوق لمولانا الامام زين العابدين قوله عليه السلام:
"وحق الناصح أن تلين له جناحك وتصغي إليه بسمعك، فإن أتى الصواب حمدت الله عزوجل، وإن لم يوافق رحمته ولم تتهمه وعلمت أنه أخطأ ولم تؤاخذه بذلك الا أن يكون مستحقا للتهمة فلا تعبأ بشئ من أمره على حال".
وبهذا نصل اعزائنا الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (معالي الأخلاق) إستمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقبل الله أعمالكم ودمتم في رعايته سالمين.