وأفادت بعض الاخبار ايضاً ان الجن ظهرت في منطقة قرب الطائف حيث استمعت الى النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يتلو القران.
أقول: والجن حقيقة ثابتة في الواقع والكون ولا يمكن لاي انسان انكارها حيث صرحت ودللت الأدلة والقرآن على وجودها، ففي قوله تعالى في سورة الذاريات آية (٥٦): بسم الله الرحمن الرحيم «وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون».
وجاء في سورة الأحقاف آية (۲۹-۳۲): «واذ صرفنا اليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين / قالوا يا قومنا انا سمعنا كتاباً انزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم / يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به يغفرلكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم / ومن لا يجب داعى الله فليس بمعجز في الارض وليس له من دونه اولياء اولئك في ضلال مبين».
قال ابن جبير في رحلته: (اذا ستقبلت الجبانة المذكورة مسجد في مسيل بين جبلين يقال انه المسجد الذي بايعت فيه الجن النبي (صلى الله عليه وآله) (۱).
جاء في كتاب معارف القرآن قال الشيخ محمد تقي المصباح: (وقد تحدثت الروايات عن كيفية اهتداء الجن الى مكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وعن كيفية سماعهم للقران وايمانهم وعن صيرورتهم دعاة للأخرين فهناك مسجد في مكة على قرب من مقبرة ابي طالب (عليه السلام) يسمى مسجد الجن وهو المكان الذي التقى فيه الجن بالنبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) واسلموا على يديه) (۲).
*******
(۱) رحلة ابن جبير ص ۷۸.
(۲) معارف القرآن: الشيخ محمد تقى المصباح ص ۱۲٤.
*******
المصدر: فجر الاسلام في تاريخ والمشاعر الحرام، المؤلف: الشيخ عبد العزيز صالح المدني