جاء ذلك في تصريح لسماحة قائد الثورة الاسلامية خلال استقباله اليوم الخميس رئيس واعضاء مجلس خبراء القيادة في ختام اجتماعهم السابع بدورته الخامسة.
** جميع العقد الاقتصادية قابلة للحل بالحكمة والتدبير والمشاورة
و إشار قائد الثورة الاسلامية إلى جهود العدو للتأثير على فهم وتصور صناع القرار واصحاب القرار والناس بهدف الايحاء بانهم "غير قادرين" و" غير ممكن" وقال انه على عكس محاولة العدو لتحويل فهم وتصور الناس والمسؤولين عن حقائق البلاد وتحديد المصالح الوطنية وفقا لمآربها في حين ان الطاقات والقدرات المتاحة بالبلاد هي بشكل يمكنها حل جميع العقد الاقتصادية والمشاكل المعيشية بالحكمة والمتابعة والتشاور الصحيح.
ولفت آية الله الخامنئي الى تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة القاضية بانه لو كانت ايران قد لبت مطالب اميركا لكان الشعب في وضع افضل وقال ان المسؤولين والاعلام الاميركي والاوروبي يحاولون باستمرار من خلال اطلاق هذه المطالب ، الايحاء بانكم غير قادرين ولكن الشعب الايراني لا يولي اي اهتمام لهذه الدعاية والايحاءات.
وقال سماحته ان النقطة الأخرى التي يجري العمل على صرف انظار الناس والمسؤولين عنها هي الالتزام بشعارات الثورة وقد اعلن بعض المسؤولين الاوروبيين مؤخرًا إن على إيران التخلي عن الشعارات الثورية.
** علاج المشاكل رهن بالإصرار على الشعارات والنهج الثوري
وعزا قائد الثورة الإسلامية هذه الايحاءات واطلاق مثل هذه المطالب هو هاجس وخوف اميركا والاوروبيين من شعارات الثورة والنهج الثالث الذي أختطته الثورة الإسلامية، مؤكدا ان علاج مشاكل ومعضلات البلاد رهن بالإصرار على الشعارات والنهج الثوري.
وإشار إلى حرب الأحزاب والآيات المرتبطة بهذه الحرب ، واعتبر اصطفاف الأعداء والشياطين ، بما فيهم أمريكا وأوروبا الشريرة ، بانها علامة على شرعية الجمهورية الإسلامية وقوتها وقال انه الى جانب الحركة الى الامام التي تشهدها البلاد والقفزات التي حققتها في بعض الحقول قد اثارت قلق العدو واستيائه وان السبب الرئيسي للحظر هو وقف هذه الحركة والقفزات ولكن بفضل الله سنشهد في المستقبل القريب قفزات في مختلف المجالات.
** باب المفاوضات مفتوح مع أي بلد ما عدا الولايات المتحدة والكيان الصهيوني
واكد قائد الثورة الإسلامية أن باب التعاطي والتفاوض مفتوح مع كل البلدان ما عدا الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وقال انه لا ينبغي بأي حال من الأحوال الثقة بالدول التي تحمل راية العداء للجمهورية الاسلامية وعلى راسها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية لأنها تعادي صراحة الشعب الإيراني.
واكد سماحته، ان دوافع عداء الأوروبيين للجمهورية الإسلامية لا تختلف اختلافًا جوهريًا عن الولايات المتحدة وقال ان الأوروبيين يتظاهرون بانهم وسطاء ويتحدثون الكثير ولكنهم جميعا خاوين.
وبالإشارة إلى أداء أوروبا بعد الصفقة النووية وفشلها في الوفاء بوعودها ، وكذلك أداء أوروبا بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وفرض الحظر الجائر وأضاف ان الاوروبيين وعلى الرغم من وعودهم ، التزموا عمليًا بالحظر الاميركي ولم يتخذوا أي إجراء ، ومن غير المرجح أن يفعلوا أي شيء للجمهورية الإسلامية بعد الآن ايضا، ومن هنا ينبغي ان نقطع الامل كاملة بالأوروبيين.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى أنه لا ضير في تبادل الزيارات وابرام الاتفاقيات معهم ولكن لاينبغي ابدا عقد الامال عليهم والثقة بهم.
** لا ينبغي الوثوق بأوروبا في أي قضية
واشار سماحته الى عدم التزام الاوروبيين بتعهداتهم الأحد عشر وقال ان نفس الأشخاص الذين تفاوضوا يقولون الآن إن الأوروبيين لم يفوا بأي من التزاماتهم ، وهذا هو أقوى سبب يدعونا الى عدم الثقة بهم في اية قضية.
واوضح سماحته ان الامور وبرغم كل هذا العداء تسير بما يخدم الجمهورية الاسلامية وقال، ان الجمهورية الإسلامية اليوم ليس فقط أقوى مما كانت عليه قبل 40 عامًا بل أقوى مما كانت عليه قبل 10 سنوات مضت ايضا وان الاقتدار الثوري والسياسي البلاد قد تعزز في المنطقة.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى تقدم الجمهورية الاسلامية في مختلف المجالات وقال إنه بالطبع ان اعباء ثقيلة ملقاة على عاتق الجميع لان هناك مشاكل مختلفة في المجالات الثقافية والاقتصادية وان العدو ينشط بقوة للتغلغل والتأثير الثقافي، ولكن إذا جعل المسؤولون عدم الثقة بالعدو ملاكهم في العمل فان سيتمكنون من مواجهة المؤامرات واحباطها.
وقام سماحته بتقييم الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للولايات المتحدة وأوروبا قائلاً إن أمريكا التي تعد عدونا الرئيسي هي اكثر حكومة مكروهة في عالمنا المعاصر، والأوروبيون أنفسهم ايضا يعترفون بضعفهم وتراجع قوتهم.
وإشار إلى تصريحات أحد زعماء أوروبا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال، ان هذا المسؤول الاوروبي اعترف صراحة وبالدليل بافول نجم الحضارة الغربية، ولكنهم وفي ظل هذه الظروف ايضا لا ينسون نوازعهم الاستكبارية.
ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى إحصائيات المراكز الدولية حول ديون الدول الأوروبية المعروفة وقال، إن المشكلات الاقتصادية لهذه الدول جادة وخطيرة والمشاكل السياسية لبريطانيا وفرنسا ابضا ظاهرة للعيان امام الجميع ، ومن هنا ينبغي ان نغتنم هذه الفرصة.
** هدفنا هو تطبيق الشريعة الإلهية في المجتمع
واشار قائد الثورة الى "الثقة بالوعد الإلهي" قائلاً ان هدفنا هو تحقيق دين الله وتطبيق الشريعة الإلهية في المجتمع، ومن هنا سوف يساعدنا الله كما وعد. وكما اوفى لحد الان بوعوده، وبرغم وجود المشاكل الكثيرة، فإن الجمهورية الإسلامية في ذروة كرامتها وهي مصدر فخر واعتزاز للإسلام.
** مهمة مكافحة الفساد لا تقع على السلطة القضائية حصرا
ونصح سماحته الجميع، وخاصة المسؤولين والمدراء، بالتقوى والنزاهة والعمل الجهادي وأشار إلى مهمة أخرى مهمة، وهي "مكافحة الفساد بجدية" وقال انه بالطبع على صعيد مكافحة الفساد فان الوقاية خير من العلاج اي ينبغي القضاء على كل ارضيات الفساد علما بان مكافحة الفساد لا تقع حصرا على السلطة القضائية وعلى جميع السلطات بالبلاد الشعور بالمسؤولية في هذا المجال.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية ان دعم الانتاج هي مهمة المسؤولين ومفتاح حل مشاكل البلاد مضيفًا أنه إذا ازدهر الإنتاج سيسهم في حل العديد من مشكلات البلاد، بما في ذلك تراجع قيمة العملة الوطنية والتضخم وتراجع القدرة الشرائية للشعب كما ينبغي وقف الواردات من دون داع.
كما اوصى قائد الثورة الاسلامية بدعم القوى الوفية والمخلصة للثورة.