البث المباشر

شرح فقرة: "فقوّ قلوبنا بالايمان به..."

الأحد 15 سبتمبر 2019 - 15:11 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " فقوّ قلوبنا بالايمان به " من دعاء عصر الغيبة.

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الذي يتلى في زمان الغيبة "غيبة الامام المهدي(ع) حيث حدثناك عن جملة مقاطع منه، ونتابع سائر مقاطعه ومنها المقطع الذي يتوسل بالله تعالى بان يجعل يقيننا بظهور الامام(ع) كيقيننا بقيام محمد(ص)ونهوضه بالرسالة الاسلامية، كذلك توسل الدعاء بهذا النحو "فقوَّ قلوبنا بالايمان به، حتى تسلك بنا على يديه منهاج الهدى، والمحجة العظمى، والطريقة الوسطى..."، هذه الفقرة من المقطع تحتاج الى توضيح دلالاتها المتشابكة في خطوطها حيث ان الدعاء بعد ان يتوسل بالله تعالى بان يقوي قلوبنا بالايمان بظهور الامام(ع) نجده يعلل ذلك بقوله "حتى تسلك بنا على يديه منهاج الهدى، والمحجة العظمى، والطريقة الوسطى"... فهنا نلحظ بان فقرة الدعاء تتضمن عبارات ذات محور خاص هو: الطريقة والمحجة والمنهاج، وهي عبارات ذات محور واحد في دلالاتها ولكنها تفترق في الآن ذاته فيما بينها على نحو ما سنوضحه. من الواضح ان فقرة الدعاء عندما تتوسل اولاً بالله تعالى قائلة "فقوَّ قلوبنا بالايمان به" انما تنظر بعين الغيب الى الطبيعة الانسانية في تركيبتها من جانب والى البيئة او الظروف المواكبة لحادثة الظهور من جانب آخر... ومن ذلك هو ان البعض من قراء الدعاء يتسمون بضعف الايمان او ضعف الوعي، وهذا ما يسوغ مخاطبة الدعاء اياهم او اجراء التوسل على لسانهم بان يقوي الله تعالى الايمان بالامام المهدي(ع) من حيث حتمية ظهوره ... كما ان البعض الآخر من قراء الدعاء قوي الايمان ولكنه غير مستكمل لشروطه حيث ان شدة الموقف مثلاً او لبسه او تصاعد ظروف المرحلة من الممكن ان تجعل البعض متاثراً بالحالة النفسية التي لا تسمح له بان يتوازن بقدر ما تقتاده الى امكانية الجزع، والقنوط من الظهور في الزمن الذي يتوقعه مثلاً نقول: ان التوسل بالله تعالى بان يقوي قلوبنا بالايمان لظهوره(ع) ينسحب على الامثلة التي لاحظناها ...
والان في ضوء الشدائد التي تواكب مرحلة الظهور بالنحو الذي قررناه، يجب التعليل للتوسل المذكور بان الله تعالى يسلك على يدي الامام بنا منهاج الهدى والمحجة العظمى، والطريقة الوسطى. والان لنتجه الى تحديد هذه المصطلحات ...
العبارة الاولى تقول "حتى تسلك بنا على يديه منهاج الهدى" ... فهنا نواجه مصطلحاً هو "المنهاج" ونواجه دلالة هي "الهدى" أي نواجه عبارة "منهاج الهدى" فماذا نستخلص منها؟
بالنسبة الى عبارة الهدى لا نعتقد ان احداً يجهل دلالتها وانها تعني ببساطة المبدأ الحق والعقيدة الحقة او الافعال والمواقف التي طلب الله تعالى منا ان نصدر عنها المشكلة بمجموعها "الدين الاسلامي".
ولكن السؤال هو: معرفة عبارة "المنهاج" فماذا تعني هذه العبارة؟
النصوص اللغوية تقول ان المنهاج هو الطريقة الواضحة او الطريق الواضح كما تشير الى استخدام خاص لها من حيث مقارنتها بمصطلح آخر ورد في القرآن الكريم وهو الشرعة. لذلك فسر احدهم بان "الشرعة" ترتبط بما هو قرآن والسنة المطهرة هي المشكَّلة لمبادئ الله تعالى متمثلة في مبادئ الدين الاسلامي..
واياً كان الامر فان المنهاج هنا يظل مرتبطاً كما قلنا بالطريقة الواضحة فيكون المعنى ان الله تعالى حينما يقوي قلوبنا بالايمان بظهور الامام المهدي(ع) انما يستتبع ذلك بان يسلك بنا الله تعالى على يد الامام المهدي الطريق الواضح او الطريقة الواضحة المتمثلة في مفهوم الهدى أي حتى نهتدي بهذا الموقف ونسلك الطريق الذي اراده الله تعالى لعباده...
واما بالنسبة الى ما يسلكه الله تعالى بنا على يد الامام المهدي(ع) من المحجة العظمى والطريقة الوسطى فسنحدثك عن ذلك لاحقاً ان شاء الله تعالى.
اخيراً: نتوسل بالله تعالى ان يقوي ايماننا بالامام المهدي(ع) ويوفقنا في ممارسة وظيفتنا العبادية والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة