يَفْتَرُّ عن ذِكرٍ يَزينُ لسانَهُ
وبثَغرِهِ عِطرُ التَّهجُّدِ فاحا
مِنْ روحِهِ وَهبَ الوجودَ طموحَهُ
حتى غدا للكائناتِ طِماحا
في عَيْنِهِ صَغُرتْ عظائمُ كَوْنِهِ
واللهُ كانَ لِعينِهِ مِصباحا
وبِصدرِهِ علمُ الإلهِ وخلْقِهِ
بابُ العلومِ وللسّما مِفتاحا
في همِّهِ الانسانُ، يَعْمُرُ أرْضَهُ
يَنْميهِ عَيْشاً، يَرْتقيهِ صَلاحا
يأْبى على الإنسانِ ظُلمَ نَظيرهِ
شادَ المحبَّةَ كي تَعُمَّ بِطاحا
وبِقلبِهِ الآلامُ، ذاكَ عَلِيُّنا
حملَ الهمومَ، ووزَّعَ الأفْراحا
قدْ طلَّقَ الدُّنيا يُريدُ تحرُّراً
منها، وعنْ تَرَفِ الحياةِ أشاحا
يَأبى يَسودُ الظُّلمُ أمَّةَ أحمدٍ
فلِذا قضى كلَّ الحياةِ كفاحا
قدْ آثَرَ الفقراءَ كلَّ حياتِهِ
يَقتاتُ مِلحاً، يُطْعِمُ التُّفاحا
ضَمَّ اليَتيمَ بِحُبِّهِ مُسْتأْنِساً
تلكَ السَّعادةُ قدْ أتَتْهُ بَراحا
مصطفى محسن اللواتي
آجركم الله، وأحسن لنا ولكم العزاء