البث المباشر

شرح فقرة: "آية الكرسي" - ۱

السبت 11 مايو 2019 - 10:48 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- آيات وأحاديث: الحلقة 1

 

السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله وبركاته، طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير وأهلاً بكم في أولى حلقات هذا البرنامج.

أيها الأعزاء، هدفنا في هذا البرنامج التقرب الى الله عزوجل بالتعرف الى طائفة من آيات قرآنه المجيد لها خصوصيات خاصة وآثار مباركة في حياة الإنسان وحفظ حركته على الصراط المستقيم؛ مستنيرين في ذلك بما روي بشأن هذه الآيات وفي المصادر المعتبرة عن عدل القرآن الكريم وثقل النجاة الثاني أي أحاديث أهل بيت النبوة المحمدية – عليهم السلام -.

نبدأ في هذا اللقاء بآية وصفها النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – بأنها (سيدة آي القرآن)، إنها الآية المعروفة بآية الكرسي وهي في الأصل الآية (۲٥٥) من سورة البقرة، فيما استفاد العلماء من الأحاديث الشريفة أن كمال آثارها إلحاق الآيتين ۲٥٦و۲٥۷ بها كما أشار لذلك العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان.

نترك أولاً بالإنصات خاشعين لهذه الآيات الثلاث:

"اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ{۲٥٥} لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{۲٥٦} اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{۲٥۷}"

وكما تلاحظون أيها الأفاضل فإن هذه الآيات الثلاث تستجمع أركان التوحيد الخالص بدءً من الألوهية المطلقة وإنهاءً بالربوبية الرحيمة التي تنقل المؤمنين من الظلمات الى النور.

ولذلك كان الإلتزام بتلاوتها من أقوى وسائل ترسيخ الإرتباط بالله عزوجل والدخول في حصنه الحصين، وبذلك صارت من كنوز العرش وخصت بها الأمة المحمدية الصادقة في إيمانها بالله ورسوله وأوصيائه – صلى الله عليه وآله – لنتأمل معاً مستمعينا الأكارم، في الحديث الشريف التالي الذي رواه الشيخ الطوسي رضوان الله عليه في كتاب (الأمالي) بإسناده عن أمامة الباهلي: أنه سمع علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) يقول: ما أرى رجلاً أدرك عقله الإسلام وولد في الإسلام يبيت ليلة سوادها – يعني جميعها – حتى يقرأ هذه الآية "اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ" فقرأ – عليه السلام – آية الكرسي ثم قال: فلو تعلمون ما هي – أو قال: ما فيها – لما تركتموها على حال، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبرني قال: أعطيت آية الكرسي من كنز تحت العرش ولم يؤتها نبي كان قبلي. قال علي (عليه السلام): فما بت ليلة قط منذ سمعتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أقرأها. ثم قال: يا أبا أمامة، إني أقرأها ثلاث مرات في ثلاثة أحايين من كل ليلة. فقلت: وكيف تصنع في قرائتك لها يا بن عم محمد (صلى الله عليه وآله)؟ قال: أقرأها قبل الركعتين بعد صلاة عشاء الآخرة، فوالله ما تركتها مذ سمعت هذا الخبر عن نبيكم عليه السلام حتى أخبرتكم به.

أيها الأطائب، وفي تتمة هذه الرواية الشريفة إشارة الى جميل تأثر رواه هذه الحديث النبوي واقتدائهم في الوصي المرتضى الإمام علي – عليه السلام – في العمل به، جاء في تتمة الرواية: قال أبو أمامة مخاطباً من حدثه بهذا الحديث: ووالله ما تركت قراءتها مذ سمعت هذا الخبر من علي بن أبي طالب (عليه السلام) حتى حدثتك – أو قال: أخبرتك – به.

وقال القاسم: وأنا ما تركت قراءتها كل ليلة منذ حدثني أبو أمامة بفضلها حتى الآن.

قال علي بن يزيد: وأخبرك أني ما تركت قراءتها كل ليلة مذ حدثني القاسم في فضلها.

قال ابن أبي العاتكة: فما تركت قراءتها في كل ليلة مذ بلغني في فضل قراءتها ما بلغني.

قال ابن شابور: وأنا ما تركت قراءتها في كل ليلة منذ بلغني عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله في فضل قراءتها.

قال إبراهيم بن عمرو بن بكر: وأنا فما تركت قراءتها منذ بلغني هذا الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).

قال أبو محمد عبد الله بن أبي سفيان: وأنا فما تركت قراءتها منذ كتبت هذا الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في فضل قراءتها.

قال أبو المفضل: وأنا بنعمة ربي ما تركت قراءتها منذ سمعت هذا الحديث عن عبدالله بن أبي سفيان عن النبي (صلى الله عليه وآله) حتى حدثتكم به.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا وإياكم لما وفق إليه رواة هذا الحديث الشريف من الإلتزام بتلاوة آية الكرسي عملاً بوصية النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – ووصية علي المرتضى أميرالمؤمنين – عليه السلام -.

ولعل التزامنا بالمواظبة على تلاوة هذه الآية الكريمة والتدبر فيها سيشتد ويقوى عندما نتعرف الى بعض ما ذكرته الأحاديث الشريفة من آثارها وخصوصياتها وهذا الموضوع سيكون بإذن الله محور الحلقة المقبلة من برنامجكم (آيات وأحاديث) فكونوا معنا ولكم دوماً خالص الدعوات من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة