وخلال الاجتماع الاستثنائي الـ38 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المخصص لبحث الوضع المأساوي في مدينة الفاشر، أكد بحريني أن السودان يواجه واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، لافتاً إلى أن “المجاعة الحادة والنزوح الواسع ومعاناة المدنيين تتطلب اهتماماً عاجلاً من المجتمع الدولي”.
وانتقد السفير الإيراني استمرار الصمت الدولي وغياب الإجراءات الرادعة، معتبراً ذلك من أسباب تفاقم الأزمة. وقال: “إن استمرار تدفّق الأسلحة التي تُستخدم في ارتكاب الجرائم، إلى جانب التدخلات الخارجية بما فيها توريد السلاح وتجنيد المرتزقة، يطيل أمد النزاعات ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني”.
وشدد بحريني على ضرورة احترام وحدة الأراضي السودانية وسيادتها، مجدداً رفض بلاده لأي محاولة لفرض “نظام حكم مزدوج” أو إضعاف السلطة الشرعية في البلاد. وطالب جميع الدول باتخاذ خطوات حازمة لحماية المدنيين ودعم مسارات السلام والوحدة في السودان.
وخلال الجلسة، أدان عدد من الدول والمنظمات الدولية الانتهاكات الجسيمة التي تشهدها مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها، مؤكدين أهمية توفير الحماية للمدنيين وإيجاد حلول سياسية ومساعدات إنسانية مستدامة.
وتشير التقارير إلى أن جذور النزاع تعود إلى 15 نيسان/أبريل 2023، حين اندلعت المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، على خلفية الخلاف حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش بعد انقلاب 2021. ولم تنجح الجهود الدولية حتى الآن في وقف القتال.
يُذكر أن قوات الدعم السريع، التي حاصرت مدينة الفاشر لأكثر من عام، نفّذت في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي هجوماً واسعاً سيطرت خلاله على المدينة. وقد اتهمتها الحكومة السودانية والأمم المتحدة ومنظمات دولية بارتكاب “مجازر وانتهاكات واسعة النطاق” شملت إعدامات ميدانية واعتقالات تعسفية وعمليات تهجير قسري للسكان.