في الآونة الأخيرة وفي مواجهته مع فنزويلا يحاول ترامب تقديم الولايات المتحدة كبطلة في الحرب على المخدرات.
وفي الوقت نفسه يقوم بإطلاق حملة إعلامية كذريعة للاستيلاء على موارد فنزويلا.
لكن دعوني أخبركم ما هي القصة الحقيقية لأمريكا والمخدرات في العالم.
يصف بيتر ديل سكوت في كتابه "آلة الحرب الأميركية"، هذه الظاهرة بـ"الاقتصاد الخفي للإمبراطورية"،
حيث يشكل الأفيون، الكوكايين والأموال السوداء أدوات لتعزيز السياسة الخارجية الأمريكية.
وفي الستينيات من القرن المنصرم أصبحت لاوس أول أرض لاختبار هذا النموذج.
نظّمت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) قبائل مِيو لمواجهة قوات باثيت لاو.
كانت هذه القبائل أكبر منتجي الأفيون في شرق آسيا.
كانت طائرات شركة Air America التابعة لوكالة المخابرات المركزية ( CIA) تحمل الأسلحة لتلك القبائل وتعود بالأفيون في طريق العودة.
بعد بضعة عقود، تكررت نفس هذا المنهج في أمريكا اللاتينية.
في قضية كوكا-كونترا الشهيرة، كانت تنقل شبكة من الرحلات الجوية الأمريكية السرية، الكوكايين المنتج في نيكاراغواي إلى الولايات المتحدة، بهدف صرف الأموال الناتجة عن بيعها في مجال توفير الأسلحة للمتمردين المدعومين من قبل وكالة المخابرات المركزية ( CIA).
أكد تقرير لمجلس الشيوخ الأمريكي عام ١٩٩٦ أن عملاء وكالة المخابرات المركزية ( CIA) كانوا على دراية تامة بهذه العملية.
لعبت أفغانستان الدور نفسه في القرن الحادي والعشرين.
قبل الغزو الأمريكي، كانت جماعة طالبان قد أوقفت تقريبا إنتاج الأفيون.
ولكن بعد عامين، وكما أفادت الأمم المتحدة، كانت أفغانستان تنتج ٩٣٪ من أفيون العالم؛
تحديدا في المناطق التي كانت تحت سيطرة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وحلفاء أمريكا.
من لاوس إلى نيكاراغوا، من جبال هلمند وصولا إلى حدود سوريا والعراق، يمكننا أن نرى آثار نمط واحد:
"الحروب، الأموال السوداء والمخدرات".
يقول الخبراء:
"لم تتدخل وكالة المخابرات المركزية ( CIA) رسميًا في تجارة المخدرات فحسب، بل حققت أرباحا لها من خلال شركات وسيطة".
لم تكن وكالة المخابرات المركزية ( CIA) بحاجة لبيع المخدرات قط؛ بل كان يكفي لها أن توجه مسارها فقط.
لا تزال تجني آمريكا ثروات بدأت بتجارة الأفيون من قبل قبائل المِيو في لاوس، واستمرت مع تجارة الكوكايين عبر الكونترا في أمريكا اللاتينية.
الآن، أخبروني، من هو سلطان تجارة المخدرات في العالم؟.