وقالت الوزارة إن «خرمشهر ۴» يجمع بين ثلاث تقنيات رئيسية تجعل منه سلاحًا دقيقًا وسريع الاستجابة وقادراً على إحداث تأثير مدمر: نظام توجيه مرحلي يسمح بالتصويب أثناء المرور عبر الفضاء، وقود هايبرغوليك يتيح حفظه في حالة استعداد طويلة مع إمكانية إطلاق فوري، ورأس حربي ثقيل وذكي بقدرات متعددة (اختراق شديد، نشر رؤوس فرعية، وتوجيه نهائي ذكي).

وبحسب المصادر العسكرية، يبلغ مدى الصاروخ نحو 2000 كلم ويحمل رأسًا حربيًا يقدر وزنه بنحو 1500 كغ، ما يمنحه القدرة على استهداف أهداف محصنة وبنى تحتية استراتيجية بدقة عالية تصل حسب البيانات الرسمية إلى أقل من 30 مترًا من هامش الخطأ.
وأشارت الوزارة إلى أن اعتماد نظام دفع وتصميم مدمج سمح بخفض طول المنظومة وزيادة قابلية الانتشار والتخفي، بينما تضمن تقنيات التوجيه في الفضاء حرًا من الاعتماد على أسطح رفع جوية وحدّت من نقاط الضعف التقليدية في الصواريخ الباليستية.
كما لفتت التوصيفات إلى أن الرأس الحربي يتمتع بمرونة تشغيلية — من رأس ثقيل قوي لاختراق التحصينات إلى نمط نشر رؤوس فرعية لتغطية مساحات واسعة، إضافة إلى قدرات بحث وتعرف نهائية قد تمكّنه من تصحيح المسار في اللحظات الأخيرة لاصطياد أهداف متحركة أو محمية.

واختتمت الوزارة بالتأكيد على أن «خرمشهر ۴» يعكس مدى النضج التكنولوجي للصناعات الدفاعية الوطنية ويُعدّ ركيزة أساسية في استراتيجية الردع لتأمين المصالح والأمن القومي في مواجهة أي تهديدات محتملة.
في ظل التوترات الإقليمية المستمرة والتهديدات الخارجية، سارعت إيران لتعزيز قدراتها الدفاعية والصاروخية لضمان الردع الاستراتيجي وحماية الأمن القومي.
ويعد صاروخ خرمشهر ۴ (خيبر) أحدث إنجازات البرنامج الصاروخي الإيراني، حيث يجمع بين الدقة الفائقة، القوة التدميرية العالية، وسرعة الاستجابة، ليشكل أداة فعالة لفرض الردع وضمان الاستقرار في المنطقة.
يمثل هذا الصاروخ خطوة نوعية في صناعة الدفاع الإيرانية، ويعكس تطوراً تكنولوجياً متقدماً في تصميم الصواريخ الباليستية، بما في ذلك القدرة على التحكم في مسار الطيران أثناء عبوره الفضاء، استخدام وقود هايبرغوليك جاهز للإطلاق الفوري، وحمل رأس حربي ثقيل وذكي متعدد الوظائف.
ويشير خبراء الدفاع الإيرانيون إلى أن «خرمشهر ۴» يتيح تغطية استراتيجية لمساحات واسعة، وقدرة على استهداف الأهداف المحصنة والمتحركة بدقة عالية، ما يعزز من الردع القوي ضد أي تهديد محتمل، ويؤكد على قدرة إيران على حماية مصالحها الوطنية والرد الحاسم على أي عدوان.
هذا الإنجاز يأتي ضمن سلسلة من التطورات الدفاعية التي تؤكد نضج الصناعات العسكرية الإيرانية واستقلالها التكنولوجي، ويعكس التزام الجمهورية الإسلامية بإرساء توازن القوى الإقليمي وحماية أمنها الوطني.