البث المباشر

الضربة الإيرانية التي كلفت 'اسرائيل' 200 مليون دولار

السبت 8 نوفمبر 2025 - 14:48 بتوقيت طهران
الضربة الإيرانية التي كلفت

تُعد عملية استهداف مصافي حيفا، من أدق العمليات التي نفذتها ايران، رداً علي العدوان الاسرائيلي خلال حرب الـ12 يوماً.

وتطرق برنامج شيفرة خلال فقرة رصد الي هذه العملية، حيث تُعد هذه المصافي من أهم المنشآت الاستراتيجية في الكيان الإسرائيلي، إذ تقع في واحد من أكثر الموانئ حيوية، وتشكل محطة رئيسية لعبور السفن ونقل الوقود إلى داخل الكيان.

وتُصنف مصفاة حيفا، وفقاً للإحصاءات والتعريفات الفنية، بأنها ذات سعة إنتاجية تصل إلى 9.8 ملايين طن سنوياً، وتُعد أكبر مركز لإنتاج الوقود في الكيان الإسرائيلي، حيث يجري من خلالها تصدير كميات كبيرة إلى الخارج. كما تضم في داخلها مركزاً للمنتجات النفطية التي تُؤمّن احتياجات القطاعين العسكري والمدني في "إسرائيل" من الوقود.

وتُعد المصفاة كذلك إحدى المراكز الأساسية في صناعة البتروكيماويات داخل الكيان، حيث تُستخدم منتجاتها في مجالات صناعية متعددة. وتكمن حساسية الموقع من الناحية العسكرية والسياسية في قربه من بنى تحتية شديدة الخطورة، مثل مخازن الأمونياك والمواد الكيماوية، ما يجعلها هدفاً استراتيجياً مزدوجاً اقتصادياً وأمنياً في آن واحد.

وبناءً على هذه المعطيات، جاءت الضربة الإيرانية باستخدام صاروخ فرط صوتي في السادس عشر من حزيران، مستهدفة مجمع مصفاة بازان للكيماويات في حيفا، كجزء من الرد على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف حينها حقل بارس الجنوبي في جنوب إيران، وهي الضربة التي وصفها مسؤول أمريكي بأنها “متهورة”.

الرد الإيراني، بحسب المراقبين، تركز على أكبر مجمع نفطي واقتصادي في الكيان الإسرائيلي، والذي ينتج نحو 200 ألف برميل يومياً، وفق التقديرات الإسرائيلية. وقد بلغ حجم الأضرار المباشرة للضربة الإيرانية نحو 200 مليون دولار، وأدت إلى توقف كامل في جميع منشآت المصفاة، محدثة آثاراً اقتصادية واسعة.

كما تسبّب الاستهداف في إحراج كبير لحكومة الاحتلال، نظراً لاعتماد الداخل الإسرائيلي بدرجة كبيرة على منتجات هذا المجمع النفطي، الذي يزوّد نحو 70 في المئة من احتياجات الطاقة الداخلية. وقد أدت الضربة إلى اضطراب واضح في تدفق منتجات الطاقة داخل "إسرائيل"، وذلك في وقت كانت تعاني فيه البلاد أساساً أزمة طاقة متصاعدة.

وأكدت المعطيات أن لمصفاة حيفا أهمية استراتيجية وأمنية واقتصادية بالغة، إذ يُجلب النفط الخام إلى الكيان لتكريره داخل هذه المصفاة تحديداً. كما أن إنتاجها من المشتقات النفطية يتجه أيضاً نحو الأسواق الأوروبية، ما يجعلها نقطة تأثير في سوق الطاقة العالمي.

وبناءً على ذلك، اعتبر المراقبون أن الضربة الإيرانية كانت بمثابة رسالة واضحة، لا تقتصر على الداخل الإسرائيلي فحسب، بل تشمل كل من يدعم الكيان في عدوانه.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة