أين الحدود الفاصلة بين الدبلوماسية والتجسس؟
قبل عقود من الثورة الإيرانية، أطاحت الولايات المتحدة بالحكومة الوطنية الإيرانية من خلال التخطيط لانقلاب عام 1953.
منذ ذلك اليوم، لم تعد السفارة الأمريكية في طهران مجرد مبنى دبلوماسي.
وفي تقاريرهم أطلق الأمريكيون عليها اسم "محطة طهران"، أو مركز عمليات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA"" في قلب غرب آسيا.
ولكن مع إغلاق السفارة الأمريكية في طهران علي أيدي الطلاب الإيرانيين، كانت من بين الوثائق التي تم الحصول عليها من داخل السفارة برقيات من "ويليام سوليفان"، آخر سفير أمريكي في إيران.
كان قد كتب فيها إلى واشنطن:
"يجب على السياسيين المحافظين تولي السلطة لعزل قيادة الثورة الإيرانية".
وفي وثيقة أخرى بعنوان "حل عسكري"، وفي خضم اضطرابات الثورة الإيرانية، اقترحت السفارة الأمريكية أنه "إذا لم يتراجع الشعب، فعلى الجيش تولي السلطة".
وفي رسالة أخرى، بعد أيام قليلة من انتصار الثورة الإيرانية، كان هناك حديث عن "استعادة النظام الملكي بصورة صالحة للتحكم".
أظهرت هذه الوثائق أن السفارة الأمريكية في طهران لم تكن مكانا للحوار فحسب، بل كانت أيضًا مركز قيادة التدخل الأمريكي بشأن مستقبل إيران.
عندما دخل الطلاب الإيرانيون السفارة الأمريكية، كان الموظفون الأميركيون قد قاموا بتمزيق الوثائق على عجل، أحرقوا أشرطة الصوت، وتحولت آلاف الصفحات من الوثائق إلى قطع صغيرة من الورق.
عمل الطلاب ليلا ونهارا، ألصقوا كل ورقة على أخرى، وأخرجوا الحقيقة من داخل الأوراق.
تسعة مجلدات من وثائق الاتصالات، البرقيات وخطط التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية والخارجية الإيرانية.
مجموعة تعد اليوم من أدق الوثائق حول سلوك قوة عالمية تجاه دولة أرادت أن تكون مستقلة وتتخذ قراراتها بنفسها.
كأن الطلاب الإيرانيين كانوا قد أدركوا جيدا هذه المقولة الشهيرة التي تقول:
" إنه لن يحدث انقلاب في أمريكا علي الإطلاق لأن أمريكا ليس لديها سفارة في واشنطن".