وقال عراقجي، إن التجربة مع الولايات المتحدة «لم تسفر عن نتائج إيجابية» رغم صدق وسعي إيران المستمر إلى الانفتاح، وإن بلاده «لا ولن تثق بالولايات المتحدة»، إلا أنها قادرة بحذر على التفاعل الدبلوماسي إذا أبدت واشنطن رغبة في مفاوضات حقيقية تفيد الطرفين بدلاً من اتفاقات أحادية الجانب.

واستعرض الوزير تجارب سابقة مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى التزام إيران بتنفيذ اتفاقات تم التوصل إليها بحسن نية، لكن «انسحاب أمريكا من الاتفاق» وتحفظات لاحقة على أموال إيرانية مجمدة في دول ثالثة مثل كوريا الجنوبية وأماكن أخرى، طعنت في إمكانية بناء ثقة ثابتة.

وأضاف عراقجي أن «الطبيعة المهيمنة» للأمريكيين هي محور الخلاف الأساسي، وأنه مؤمِن بإمكانية إدارة الخلاف إذا تخلى الطرف الآخر عن نهج الهيمنة، مشدداً على أن الحوار يجب أن يكون «نابعاً من الاحترام والكرامة» كي يلقَى تجاوباً من الشعب الإيراني.

ورفض أي وجود لأسلحة نووية ضمن عقيدة إيران الأمنية، موضحاً أن السياسة الإيرانية في مجال التخصيب مبنية على حق سيادي مشروّع، وأن فهم القوى الأخرى لهذا الحق والاستجابة له يجب ألا تُساءَ أو تُستَهان. وأضاف أن «القنبلة النووية الإيرانية» في توصيفه ليست سلاحاً إذْ ما كانت تعني القدرة على فرض إرادة الآخرين، بل هي قدرة على رفض المطالب المهيمنة.

وتطرق عراقجي إلى الاستعداد العسكري الوطني قائلاً إن الحفاظ على الجاهزية لا يعني السعي للحرب، بل هو «أهم عامل لردع اندلاع الحرب»؛ وأكد أن القوات المسلحة والشعب والحكومة أكثر جاهزية مما كانت عليه قبل «حرب الـ12 يوماً»، محذراً من أن أي خطأ سيواجه برد مماثل.

واستعرض الوزير ما وصفها بـ«دروس» الأيام الـ12 من المواجهة، مُبيّناً أن مقاومة الشعب خلال تلك الفترة منعت من أن تصبح التجربة نموذجاً يُحتذى به لتهديد إيران أو الاعتداء عليها، وأن صمود الإيرانيين شكّل رصيداً وطنياً يجب الحفاظ عليه وتقديره.

وختم عراقجي بالتأكيد على أن الشعب الإيراني «مستعد لدفع الثمن الباهظ» دفاعاً عن كرامته واستقلاله، وأن شعار الثورة «الاستقلال، الحرية، الجمهورية الإسلامية» يظل مبدأً حاكماً في مواجهة أي ضغوط خارجية.