وأوضح المدير التنفيذي للشركة، الدكتور فضلالله حيدرنژاد، أن العقار كان يُستورد سابقاً، فيما يحقق إنتاجه محلياً وفراً مالياً بنحو 3.5 مليون دولار سنوياً، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تمثل إنجازاً استراتيجياً نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي الدوائي.
وأشار إلى أن الشركة وسّعت نطاق نشاطها مؤخراً لتشمل إنتاج المستحضرات البروبيوتيكية، التي تسهم في تعزيز المناعة وتحسين توازن الكائنات الدقيقة المفيدة في الجسم، مضيفاً أن انخفاض مستويات هذه الكائنات يرتبط بارتفاع احتمالية الإصابة بالأمراض.
وأضاف أن الشركة، ضمن استراتيجيتها الابتكارية، اتجهت كذلك إلى إنتاج المواد الأولية للأدوية السرطانية، وبدأت بالفعل في تصنيع كل من المواد الفعالة الدوائية (API) والمنتجات النهائية الجاهزة للاستخدام، في خطوة تُعزز من قدرات إيران التصنيعية في مجال الأدوية عالية التقنية.
وحول عقار "سيروليموس"، أوضح المدير التنفيذي أن هذا الدواء يُستخدم على نطاق واسع لدى مرضى زرع الكلى، إذ يعمل على تثبيط نشاط الجهاز المناعي للحد من استجابة الجسم تجاه العضو المزروع، من خلال تقليل عدد خلايا اللمفوسيت B وT المسؤولة عن رفض الأنسجة الغريبة.
وبيّن أن الدواء يُعطى بعد جراحة الزرع مباشرةً بهدف خفض عدد خلايا الدم البيضاء التي تهاجم العضو المزروع، مما يساعد على منع تلفه والحفاظ على نجاح العملية.
وأشار حيدرنژاد إلى أن "سيروليموس" يُستخدم عادة بالتوازي مع الكورتيزون وليس كبديل عنه، كما يُستعمل أحياناً في إطار علاج تركيبي (Combination Therapy) مع أدوية مثل السيكلوفوسفاميد لتعزيز فاعليته، مبيناً أن فترة العلاج به لا تتجاوز غالباً ثلاثة أشهر.
وأكد أن هذا الدواء يتميز بانخفاض درجة سُميّته الكلوية مقارنةً بالأدوية المشابهة المتداولة عالمياً، ما جعله يحظى بإقبال متزايد على مستوى الأسواق الدولية، حيث بلغت مبيعاته العالمية عام 2024 نحو 580 مليون دولار.
واختتم حيدرنژاد تصريحه بالإشارة إلى أن الدراسات السريرية الخاصة بالعقار أُجريت خارج البلاد، إلا أن إيران تمكنت لأول مرة من إنتاج الجزيء الدوائي وتصنيع المنتج النهائي محلياً، معرباً عن أمله في أن يتم قريباً إنتاج المادة الفعالة (API) داخل البلاد، بما يعزز من استقلالية القطاع الدوائي الوطني.