وفي كلمة مصورة خلال افتتاح "أسبوع الفضاء العالمي" في طهران، أشار باكانوف إلى أن التعاون الدولي بات ضرورة أساسية في مجال الفضاء، نظراً لتعقيد المشاريع وارتفاع تكلفتها، مؤكداً أن روسيا ترحب بانضمام شركائها، بما في ذلك إيران، إلى خططها لبناء محطة مدارية جديدة.
وأوضح أن روسيا والصين أطلقتا بالفعل مشروعاً مشتركاً لإنشاء محطة علمية قمرية، فيما تعمل الولايات المتحدة والهند على مشاريع مشابهة، مضيفاً أن المحطة الجديدة ستتيح تطوير تقنيات متقدمة للرحلات بين الكواكب والهبوط على سطح القمر.
وأضاف أن مشاريع الفضاء، رغم إنجازاتها الكبيرة، تظل شديدة التعقيد ومرتفعة التكلفة، ما يجعل التعاون الدولي شرطاً أساسياً لتحقيق التقدم.
واعتبر أن أبرز مثال على ذلك هو المحطة الفضائية الدولية، التي شكلت نموذجاً ناجحاً للعمل الجماعي بين القوى الكبرى لأكثر من 25 عاماً، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن دولاً أخرى مثل الصين والهند والولايات المتحدة تعمل حالياً على تطوير محطات مدارية جديدة.
وأكد باكانوف أن روسيا ماضية في خططها لإنشاء محطة مدارية خاصة بها، وأنها على استعداد لفتح المجال أمام الدول الراغبة في الانضمام، على أساس من الشراكة المتكافئة سواء في تزويد المعدات أو في إجراء التجارب العلمية.
كما كشف عن بدء محادثات أولية مع منظمة الفضاء الإيرانية بهذا الخصوص، معبّراً عن تطلعه لرؤية مساهمة إيرانية فاعلة في هذا المشروع.
وأشار إلى أن المشروع لا يقتصر على المحطات المدارية فحسب، بل يشمل تطوير تقنيات متقدمة لمركبات مأهولة ومعدات خاصة بعمليات الهبوط والإقلاع من سطح القمر، مؤكداً أن هذه الخطوات تمثل جزءاً من التحضير لمرحلة أوسع من الاستكشافات تشمل المريخ مستقبلاً.
كما لفت رئيس وكالة الفضاء الروسية إلى أن بلاده، بالتعاون مع الصين، بدأت بالفعل العمل على مشروع محطة علمية قمرية دولية، وهو مشروع طموح انضمت إليه حتى الآن 13 دولة.
وأوضح أن القمر سيكون الخطوة الأولى للانطلاق نحو رحلات مأهولة إلى الكوكب الأحمر، في ظل الجهود العالمية لحل التحديات التقنية المرتبطة بالعيش والعمل في الفضاء البعيد.
وختم باكانوف بالتشديد على أن الفضاء ملك للبشرية جمعاء، وأن التعاون بين روسيا وإيران وبقية الدول الراغبة في الاستكشاف السلمي للفضاء سيشكل خطوة مهمة نحو بناء مستقبل مشترك للبشرية خارج حدود الأرض.