نجح كل من حسين فيضي، المحاضر في كلية آثار شوش، وأيوب سلطاني، مدير قاعدة مسجد سليمان، في اكتشاف أصغر نقش عيلاميّ في منطقة "أيابير" بإيذه؛ وهو عمل فريد يعود تاريخه إلى أربعة آلاف عام، يُصوّر ملك عيلام وهو يصلي لإله الشمس والعدل "نهونته".
ووفقًا لما نُشر على الموقع الإلكتروني الإخباري لوزارة التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية: يُعد هذا الاكتشاف النقش العيلاميّ الثالث عشر في إيذه، ومن شأنه أن يفتح آفاقًا جديدة في فهم تقاليد العبادة والفن الصخري لدى العيلاميين.
وأعلن حسين فيضي، عالم الآثار والمحاضر في كلية آثار شوش:
"عُثر على نقش صغير ولكنه مهم في قلب صخور أيابير بإيزه؛ وهو أصغر نقش عيلاميّ عُثر عليه حتى الآن".
وأضاف:
"يُظهر هذا التمثال، الذي يُقارب حجمه حجم الكف، ملكًا عيلاميًا جالسًا على عرش بسيط، يُصلي ويده اليمنى مرفوعة أمام رمز الشمس. وفوق رأسه قرص كامل مُنحت عليه رمز الشمس/ناهونته، وأمام التمثال منصة مُدرجة يبدو أنها كانت مكانًا لتقديم القرابين والهدايا".
صرح فيضي، عالم الآثار ومحاضر في كلية الآثار بجامعة شوش:
"كانت إيلهاك، أو أيابير القديمة، تُعتبر من أهم المراكز السياسية في العصر العيلاميّ الأوسط (1500-1000 قبل الميلاد) بفضل موقعها الاستراتيجي ومواردها المائية وكثافة مواقعها التاريخية. كما تذكر المصادر المكتوبة من شوش هذه المنطقة كدولة مدينة شبه مستقلة تحت الحكم العيلاميّ".
وفي إشارة إلى أبعاد هذا العمل، قال عالم الآثار:
"يبلغ طول هذا النقش البارز حوالي 26 سنتيمترًا، ويُعتبر أصغر أثر عيلامي معروف من حيث الحجم. وعلى الرغم من أبعاده المحدودة، إلا أن تركيبه وأيقوناته يرتبطان ارتباطًا واضحًا بأعمال عيلامية أخرى، مثل نقوش "كول فرح" و"خونغ اجدر" و"شاهسوار"، بالإضافة إلى الأختام الأسطوانية لأور وشيماشكي وكاسي في بلاد ما بين النهرين".

أوضح أستاذ علم الآثار بشوش الاختلاف الهيكلي للعمل قائلاً:
"على عكس معظم نقوش الصخور العيلامية المنحوتة على صخور متجانسة، نُفذ هذا العمل على طبقة من الصخور المتكتلة غير المتجانسة. هذه الخاصية التي تميزه في الوقت نفسه عرضته لتآكل شديد. لذلك، يُعد التوثيق الدقيق والمسح الضوئي بالليزر والتصوير الفوتوغرامتري ضروريًا للحفاظ على العمل واستمراريته."
وفي معرض تحليله للقيمة الرمزية للعمل، قال فيزي أيضًا:
"لا يُعرّفنا هذا النحت الصخري على أحد مظاهر الفن الصخري العيلامي وتقاليده الطقسية فحسب، بل يُمكنه أيضًا أن يُساعد في استعراض تاريخ الفن العيلامي وعلاقاته الثقافية ببلاد ما بين النهرين."