إن تطوير النقل بالسكك الحديدية، وتحقيق رقم قياسي بنقل 5 ملايين طن من البضائع الدولية عبر السكك الحديدية، بما في ذلك الترانزيت، الصادرات والواردات، والذي تحقق بفضل جهود دبلوماسية فاعلة بالتعاون مع رابطة الدول المستقلة (CIS) ، يرسم خارطة إيران الجديدة لاستعادة مكانتها التاريخية على طريق الحرير.
دبلوماسية السكك الحديدية: من رقم قياسي في الترانزيت وصولا إلى الممرات الدولية
وفقًا للتقارير الرسمية، حققت السكك الحديدية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العام الماضي (1403هـ - 2025م) دورا لا مثيل له في ممرات الشمال - الجنوب والشرق-الغرب، مسجلة رقما قياسيا بنقل 5 ملايين طن من البضائع الدولية.
ووصف "جبار علي ذاكري"، الرئيس التنفيذي للسكك الحديدية في إيران، هذا الإنجاز، مشيرا إلى أن "التنفيذ الناجح لدبلوماسية السكك الحديدية" هو مفتاح هذا التطور. وفي إشارة إلى توقيع مذكرة تفاهم مع سكك حديد أوزبكستان، والتي ستُمكّن من دخول عربات السكك الحديدية الإيرانية إلى دول رابطة الدول المستقلة، أضاف ذاكري:
"لقد تحسّن الوضع الإيراني في مجال السكك الحديدية مع دول رابطة الدول المستقلة بشكل ملحوظ".
وأفاد ذاكري أن الرئيس الصيني "شي جين بينغ" رحّب بـ"ربط الصين بأوروبا عبر السكك الحديدية الإيرانية"، وقال:
"إن اقتراح إنشاء الطريق الجنوبي لمبادرة الحزام والطريق عبر الأراضي الإيرانية يبشر بتطوير كبير في مجال النقل بالسكك الحديدية".
بوابة بحر قزوين؛ تحويل طريق أنزلي - أكتاو إلى ممر ذهبي
يجري استكمال تطوير السكك الحديدية بالتزامن مع تعزيز الطرق البحرية في شمال إيران. وأعلن "هادي حق شناس"، محافظ جيلان شمالي إيران، في لقاء مع السفير الكازاخستاني، في إشارة إلى الموقع الاستراتيجي لمحافظة جيلان، عن تحويل طريق "أنزلي-أكتاو" إلى "فرصة تجارية في آسيا الوسطى".
وقال حق شناس:
"إن الجمع بين السكك الحديدية والبحرية يُقلل من تكاليف النقل ووقته. تدخل البضائع إلى إيران من تركيا عبر السكك الحديدية، وتُفرّغ في أنزلي، ثم تُرسل إلى آسيا الوسطى بحرًا".
وأكد السفير الكازاخستاني لدى إيران هذه الإمكانية، واصفًا محافظة جيلان بأنها "بوابة عبور إيران إلى آسيا الوسطى وأوروبا".
دبلوماسية السياحة؛ تعزيز التعاون بين إيران وماليزيا
أعلن "روزبه كردوني"، مستشار وزير التراث الثقافي والحرف اليدوية والسياحة الإيراني، في اجتماع مع مسؤولين ماليزيين، عن تعزيز التعاون السياحي وتمديد صلاحية التأشيرات الثنائية إلى 30 يومًا.
وفي إشارة إلى زيادة عدد السياح الإيرانيين في ماليزيا إلى 30 ألف سائح، أعلن كوردوني استعداد إيران للمشاركة في معرض "MATTA Fair " السياحي الدولي، وإقامة معرض مماثل في طهران.
ربط الاقتصاد بالثقافة؛ نموذج جديد للتعاون الإقليمي
تُطبّق إيران حاليا نموذجًا جديدًا للتعاون الإقليمي، حيث يُمثّل النقل، المنصة الرئيسية للتعاون الاقتصادي، التجارة محركًا للتعاون، والثقافة والسياحة ركيزةً أساسيةً لتعزيز العلاقات.
تُظهر كل هذه الإجراءات أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مستفيدةً من موقعها الجغرافي المتميز ودبلوماسيتها النشطة، تُصبح مركزا للتواصل والاقتصاد في آسيا.
كما أن إحياء طريق الحرير على شكل ممرات متعددة الجوانب لن يُحدث تحولًا في الاقتصاد الإيراني فحسب، بل سيُحدث أيضًا توازنًا جديدًا في المعادلات الإقليمية.