البث المباشر

قائد إيراني: لن نستأذن أحدا لتصنيع معداتنا العسكرية

الأحد 28 سبتمبر 2025 - 16:52 بتوقيت طهران
قائد إيراني: لن نستأذن أحدا لتصنيع معداتنا العسكرية

صرّح المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية أن الجمهورية الإسلامية ستواصل مسيرتها في تصنيع معدات دفاعية متطورة، ولن تطلب إذنًا من أي دولة.

وأكد العميد أبو الفضل شكارجي، خلال مراسم احياء ذكرى الشهداء اليوم الأحد في مدينة قم المقدسة، على الطابع السلمي للبرنامج النووي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال:

"الطاقة النووية أداةٌ للتنمية والازدهار بالنسبة لنا، وتُستخدم في مجالات الطب والزراعة والصناعة؛ ونرفض بشدة أي اتهاماتٍ بالتوجه نحو أنشطة غير سلمية".

وأضاف:

"أنه على الرغم من امتلاك أعدائنا للأسلحة النووية والصواريخ التي تحمل رؤوسًا نووية، إلا أنهم يتجاهلون حق الشعب الإيراني في امتلاك طاقة نووية سلمية".

واستطرد العميد شكارجي:

"يُطلب منا وقف التخصيب، في حين تُطرح مطالب مماثلة بشأن القدرات الصاروخية. هل من الحكمة أن تطلب دولة تمتلك أسلحة متطورة من دولة أخرى تقليص قدراتها الدفاعية؟ط.

وأضاف:

"أن الشعب الإيراني لن يستسلم للضغوط، وأن الحفاظ على الإنجازات التكنولوجية للبلاد هو إرث دماء آلاف الشهداء وضرورة استراتيجية للتقدم الوطني".

وفي إشارة إلى تجارب الدول الأخرى، قال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة:

"الحالة الليبية مثال واضح؛ فبعد نزع السلاح، تعرضت البلاد للانهيار والدمار، ويجب ألا نكرر التاريخ، والحل يكمن في المقاومة والصمود في وجه التهديدات".

وأضاف العميد شكارجي:

"لقد أثبتت التجربة أنه كلما صمدنا في وجه العدو، تراجع؛ لذلك اخترنا طريق المقاومة، وسنواصل تقدمنا بالتوكل على الله تعالى والاعتماد على الثورة والشعب الإيراني العظيم".

 

*الخطر الرئيسي هو الحرب الناعمة

وأكد المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة أن أضرار الحرب الناعمة قد استهدفت الآن بعض ركائزنا الثقافية والعقائدية، وقال:

"ينبغي أن يكون الاهتمام بتربية وتأهيل جيل المستقبل من أولويات جميع المسؤولين".

وأضاف:

"إن أهم ما يشغل بالنا اليوم ويشكل خطرًا على البلاد هو الهيمنة على عقول الشباب ومعتقداتهم، وهو أمر يصعب استعادته".

وفي إشارة إلى تجارب الدفاع المقدس (1980-1988) والعمليات الكبرى التي جرت فيه، مثل الفتح المبين وتحرير خرمشهر ونتائجها، قال العميد شكارجي:

"إن ما منحنا القوة في تلك الأيام هو التضامن الوطني، وقبول القيادة، والثقة بالنفس الوطنية؛ ويجب الحفاظ على هذه المقومات نفسها اليوم أيضًا".

وأضاف:

"يجب ألا نسمح للثقافة الأجنبية بالهيمنة على التعليم والبيئة الأسرية، وأن يترك شبابنا المدرسة دون حجاب أو صلاة؛ فهذه التغييرات دليل على دخول العدو إلى الاجواء الحساسة في البلاد".

وأكد المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، مخاطبًا المسؤولين والمؤسسات الثقافية والتعليمية، على ضرورة أخذ مسؤولية تربية الجيل القادم على محمل الجد، وعلى جميع المؤسسات العمل بتناغم في هذا الاتجاه.

وأضاف:

"إذا أردنا الحفاظ على وطننا للأجيال القادمة، فعلينا أن نكون متحدين ومتآلفين، وأن نبتعد عن الخلافات الداخلية؛ فالانقسام والشقاق بين أبناء الشعب أو بين المسؤولين يُسهّل انتصار العدو".

وقال:

"سنواصل مسيرة التقدم والاستقلال بدعم من الثورة والشهداء والقيادة، ولا ينبغي لأحد أن يشكك في إرادة الشعب الإيراني".

 

*العدوان الصهيوني على إيران

ووصف المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة مسار الحرب المفروضة على إيران الإسلامية، والتي استمرت 12 يومًا، قائلًا إنه منذ صباح 13 يونيو/حزيران، وبالتزامن مع تصاعد التهديدات، تولى قائد الثورة القيادة المباشرة للقوات المسلحة، وبدأت عملية إعادة تنظيم سريعة لكبار القادة لإدارة المواجهة مع العدو، وتمكنت الجمهورية الإسلامية من تنفيذ خطط المواجهة والهجوم في فترة وجيزة.

وأضاف العميد شكارجي، مشيرًا إلى تصور العدو بأنه قادر على تغيير موازين القوى لصالحه في غضون أيام قليلة:

"كانت حسابات العدو مبنية على فكرة أنه من خلال تعطيل هيكل القيادة في غضون أسبوع أو حتى ثلاثة أيام، سيشل نظام الجمهورية الإسلامية؛ ولكن بفضل الله، وفطنة القيادة، وتضحيات المقاتلين، فشلت هذه الخطة".

وتابع:

"أنه تم تسهيل ادارة الميدان بتعيين القادة الجدد، في اسرع وقت ممكن ووجودهم المباشر على خطوط المواجهة وبمعية القائد العام للقوات المسلحة.

وأضاف:

"منذ مساء ذلك اليوم، بدأت الجمهورية الإسلامية هجماتها على الأهداف الاستراتيجية للعدو، وفي الأيام التالية، طُبّقت التكتيكات والأساليب الهجومية بكثافة ودقة أكبر".وأكد على ضرورة إجراء تقييمات مستمرة وإعادة تنظيم وتقوية الهياكل، قائلاً:

"لقد أثبتت هذه التجربة أن الجمهورية الإسلامية لديها القدرة على المواجهة استراتيجيًا وتكتيكيًا، ويجب استغلال فرصة الركود النسبي في الميدان لمعالجة أوجه القصور وتحسين القدرات".

 

*خاب أمل العدو من الاعتماد على الضغط العسكري والانقسام وتيئيس الشعب

وفي إشارة إلى تجربة المواجهة التي استمرت 12 يومًا، قال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة:

"لقد خاب أمل العدو في هزيمة القوات المسلحة وخلق انقسام داخلي، وقد حققت الجمهورية الإسلامية أيضًا إنجازات كبيرة في هذه الحرب المفروضة".وقال: "لم يتمكن العدو من تحقيق أهدافه السياسية والنفسية عسكريًا، وخاب أمله في انهيار وحدة القوات المسلحة واثارة الانقسام بين المسؤولين".

وأضاف:

"لقد لقّنّا العدو دروسًا عظيمة خلال هذه الفترة؛ فقد تضررت قواعد ومنشآت حساسة للعدو، وأظهرت قواتنا قدرتها العملياتية بتضحياتها وتفانيها. لو استمرت الحرب، لتلقى العدو ضربات أقوى، لكن توقفها أتاح فرصًا لإعادة التنظيم ومعالجة أوجه القصور، وقد ازدادت قدرتنا الدفاعية بشكل ملحوظ مقارنةً بما كانت عليه قبل بدء الصراع".

وأشاد المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة بدور المقاتلين، مشيرًا إلى أداء قوات الدفاع الجوي والصاروخي التابعة للحرس الثوري ، قائلًا إن هذه الوحدات، باعتبارها خط الدفاع الأمامي والوحدات الهجومية، لعبت دورًا فعالًا في تحييد التهديدات والرد على العدوان.

واستشهد بأمثلة على تضحيات المقاتلين، وأضاف أنه في بعض الحالات، تمكنت القوات من مواصلة العمليات وإكمال المهام رغم معاناتها من إصابات بالغة.

كما أشار العميد شكارجي إلى روايات عن الحضور الشعبي والمشاركة الطوعية للمواطنين في الدعم، وقال إن التعبئة العامة والدعم من مختلف شرائح المجتمع يدل على نضجهم السياسي والاجتماعي؛ نضج لا يسمح لموجات الأعداء الداخليين أو الخارجيين بالتأثير.وأكد المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة على استمرار الاستعداد، ودعا الشعب إلى اليقظة وعدم السماح لحفنة صغيرة بإثارة الرأي العام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة