تُعتبر غواصة "غدير" من أهم إنجازات الصناعة الدفاعية الإيرانية في مجال الحرب تحت سطح البحر. وصُممت وصنعت هذه الغواصة الخفيفة والمدمجة، بالكامل على يد خبراء محليين، خصيصًا للعمليات في المياه الضحلة للخليج الفارسي وبحر عمان.

كُشف النقاب عن غواصة "غدير" لأول مرة عام ٢٠٠٦، وتُستخدم في البحرية الإيرانية منذ ذلك الحين. وصُنعت هذه الغواصات محليًا، مستفيدةً من الخبرة المحلية والمعرفة التقنية للمهندسين الإيرانيين، وتُمثل تقدمًا ملحوظًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية في تصميم وبناء المعدات العسكرية المعقدة سطح البحر.

الخصائص العملية لغواصة "غدير"

تُعتبر غواصة "غدير"، بطول حوالي 29 مترًا، وعرض حوالي مترين و75 سنتيمترًا، ووزن أقل من 120 طنًا، نوعا من الغواصات الصغيرة. وتتميز بقدرتها على إطلاق طوربيدات من موقعين أماميين، إطلاق أنواع مختلفة من الألغام البحرية، ونقل قوات الكوماندوز والصواريخ، كما أنها مزودة بالتجهيزات اللازمة لخروج الغواصين من تحت الماء لتنفيذ العمليات.

تم إنتاج غواصة "غدير" خصيصا لمياه الخليج الفارسي وبحر عُمان، وتتميز بقدرات غوص وصعود ومناورة عالية؛ حيث يمكن فصلها عن الرصيف في 30 ثانية فقط، مما يجعلها قادرة على الدخول في وضع التشغيل. كما يمكن وضع هذه الغواصة، التي يبلغ طولها 29 مترًا، في قاع البحر، وفي هذه الحالة، لا تستطيع أنظمة الرادار تتبعها.

تم الأخذ في تصميم هذه الغواصة الظروف الخاصة لمياه الخليج الفارسي وظواهرها الفيزيائية الخاصة بعين الاعتبار، بما في ذلك كثافتها العالية التي كانت تُسبب مشاكل للغواصات الروسية (فئة كيلو) خلال المواسم الحارة عند وصولها إلى إيران.

كما أن ظاهرة المد والجزر في الخليج الفارسي، التي تحدث مرتين يوميًا وتُسبب فرقًا في الارتفاع يتراوح بين 3 و4 أمتار، تُغير كثافة طبقات مياه البحر، مما يؤثر على حالة طبقات الصوت وحالة توازن الغواصة. وبإدراكها لهذه الظروف، أثبتت غواصة "غدير" كفاءتها العالية في تنفيذ العمليات في المياه الجنوبية الإيرانية.

قدرات غواصة "غدير"

تتميز هذه الغواصة بقدرتها على نقل القوات سريعا، اعتراض سفن العدو السطحية والجوفية، تحديد الأهداف العسكرية، نقل قوات الكوماندوز، ومدة بقاء مناسبة تحت الماء.

ومن بين الميزات الأخرى لغواصة "غدير" يمكن الإشارة إلى المرونة اللازمة لتنفيذ المهام بسرعة، نطاق ملاحي طويل تحت السطح، سونار صغير الحجم، جهاز تحكم أوتوماتيكي في العمق، نظام توجيه يدوي، هيدروليكي وتلقائي، القدرة على التنقل في المياه الضحلة، تصميم هيكل لتقليل الضوضاء المنبعثة منه، واستخدام محركات ديزل كهربائية فعالة لهذا الغرض، مما قلل من إمكانية تعقبه وتحديد هويته من قبل العدو.

كما أنه يُعد نظام إطلاق الطوربيدات الحديث من أهم قدرات هذه الغواصة، ويتميز بدقة عالية في الاستهداف، فبالإضافة إلى قدرتها على تحريك القوات الخاصة بسرعة، اعتراض سفن العدو السطحية والجوفية، وتحديد الأهداف العسكرية، تتمتع هذه الغواصة أيضًا بالقدرة على الغوص السريع والاختفاء من الرادار.

في الواقع، تتميز غواصة "غدير" بقدرتها على الاختفاء من مجال كشف أجهزة السونار (تقنية التهرب من السونار) والرادارات.

إطلاق الصواريخ السطحية

قامت غواصتا "طارق" و"غدير" بإطلاق صواريخ "جاسك 2" في اليوم الثاني من مناورات "الولاية 97" البحرية. وكانت هذه أول عملية إطلاق إيرانية من أعماق البحر إلى أهداف سطحية.