البث المباشر

اكتشاف مبكر لأمراض القلب عبر الحمض النووي الحلقي

الأربعاء 24 سبتمبر 2025 - 10:42 بتوقيت طهران
اكتشاف مبكر لأمراض القلب عبر الحمض النووي الحلقي

تظل أمراض القلب والأوعية الدموية من أكبر التحديات الصحية في العالم، إذ تتسبب سنوياً في وفاة ملايين الأشخاص، وتلعب العوامل الوراثية والبيئية ونمط الحياة دوراً مهماً في حدوث هذه الأمراض.

في هذا السياق، أظهرت أبحاث جديدة إمكانية استخدام جزيء يُسمى الحمض النووي الريبوزي الحلقي (cyclic RNA) كأداة واعدة للتنبؤ بأمراض القلب قبل ظهور الأعراض السريرية.

أجريت الدراسة على يد الباحث محسن غياسي وزملائه في مركز الشهيد رجائي لأبحاث القلب والأوعية الدموية بجامعة العلوم الطبية الإيرانية، بالتعاون مع وحدة العلوم والبحوث بجامعة آزاد الإسلامية، وركزت على استعراض الأدبيات العلمية المتعلقة بهذا الجزيء ودوره في التشخيص المبكر.

يمتاز الحمض النووي الريبوزي الحلقي بالاستقرار النسبي في الجسم مقارنة بأنواع الحمض النووي الريبوزي الأخرى، ويمكن العثور عليه في سوائل الجسم مثل الدم واللعاب، إضافة إلى وجوده في أنسجة الجسم المختلفة.

كما يشارك في عمليات مهمة مثل تكاثر الخلايا، الموت الخلوي المبرمج، وتنظيم نشاط الجينات، حيث يعمل أحيانًا كـ"إسفنجة" لامتصاص الجزيئات الصغيرة من الحمض النووي الريبوزي (microRNAs) التي تلعب دورًا في ضبط وظائف الخلايا.

تشير نتائج الدراسة إلى أن مراقبة هذه الجزيئات قد تمكّن الأطباء من الكشف المبكر عن أمراض القلب لدى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، ما يتيح التدخل الوقائي قبل تفاقم المرض.

وفي حال تطوير اختبارات دقيقة وبسيطة لقياس مستويات الحمض النووي الريبوزي الحلقي، سيكون بالإمكان إجراء فحوصات دورية منخفضة التكلفة، مما يسهم في حماية حياة المرضى وتقليل الضغط المالي على أنظمة الرعاية الصحية.

غير أن الباحثين يشيرون إلى أن الطريق نحو الاستخدام العملي لهذه الأداة لا يزال يتطلب دراسة شاملة، حيث يجب معالجة العينات بعناية وتحليل النتائج على نطاق واسع، مع مراعاة تأثير العمر والجنس والتنوع العرقي، إضافة إلى تأثير بعض الأدوية الشائعة مثل الأسبرين والكلوبيدوجريل على مستويات الجزيء.

تُبرز هذه النتائج، المنشورة في "المجلة الفصلية لدراسات العلوم الطبية" بجامعة أورميا للعلوم الطبية، أهمية البحث عن مؤشرات حيوية جديدة يمكن أن تُحدث نقلة نوعية في التشخيص المبكر لأمراض القلب، مما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج أكثر فعالية ووقاية أفضل من هذا المرض القاتل.
 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة