البث المباشر

دول أوروبية تعترف بدولة فلسطين وصمت عربي مستمر

الإثنين 22 سبتمبر 2025 - 14:18 بتوقيت طهران
دول أوروبية تعترف بدولة فلسطين وصمت عربي مستمر

شهدت المواقف الأوروبية تحولات لافتة تجاه القضية الفلسطينية، حيث أعلنت عدة دول اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، في خطوة سياسية ورمزية تعكس تزايد الضغوط الشعبية والحقوقية على الحكومات الأوروبية للانتصار للعدالة وحق تقرير المصير.

وفي البرتغال أعلن وزير الخارجية باولو رانغيل اعتراف بلاده رسمياً بدولة فلسطين، مؤكداً دعمها "لحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم".

يأتي ذلك، بعد ساعات من إعلان كل من بريطانيا وكندا وأستراليا، الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، في خطوة وصفها الإعلام الإسرائيلي بـ"التسونامي الدبلوماسي"، فيما من المتوقع أن تحذو عدة دول الحذو نفسه.

وجاء ذلك مع ترقب الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وعشية استئناف المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ "حل الدولتين" بقيادة السعودية وفرنسا. وتعترف نحو ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، البالغ عددها 193 دولة، رسمياً بدولة فلسطين

وفي وقت سابق فقد اعترفت كل من السويد، وإيرلندا، وإسبانيا، والنرويج، وسلوفينيا، ومالطا، بدولة فلسطين، فيما تتصاعد النقاشات في برلمانات أوروبية أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة. هذه المواقف لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة تصاعد الإدراك الغربي بأن استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وسياساته الاستيطانية والقمعية، يعرقل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ويقوّض فرص السلام.

في المقابل، يبرز سؤال جوهري: لماذا لم تُقدِم العديد من الدول العربية، رغم شعاراتها الداعمة للقضية الفلسطينية، على الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين حتى اليوم؟

الجواب يكمن في تعقيدات السياسة الإقليمية وتباينات المصالح. فبعض الحكومات العربية تخشى أن يؤدي الاعتراف الرسمي إلى مواجهات دبلوماسية أو اقتصادية مع القوى الكبرى الداعمة لإسرائيل، بينما تكتفي دول أخرى ببيانات التضامن السياسي والإعلامي دون خطوات عملية.

هذا التناقض يثير انتقادات واسعة، إذ كيف يمكن لدول أوروبية بعيدة جغرافياً عن الصراع أن تتخذ مواقف أكثر جرأة من دول عربية تُعدّ القضية الفلسطينية "قضية مركزية" في خطابها السياسي؟

اللافت أن الاعتراف الأوروبي، رغم رمزيته، لا يغيّر من الواقع الميداني بشكل مباشر، لكنه يُعدّ رافعة معنوية للفلسطينيين ورسالة واضحة إلى إسرائيل بأن العالم لم يعد يتسامح مع سياسات الاحتلال. أما غياب الاعتراف العربي الرسمي فيُضعف الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية، ويمنح تل أبيب مساحة أكبر للمناورة السياسية.

في المحصلة، يبدو أن الكرة في ملعب الدول العربية: فإما أن تترجم دعمها التقليدي لفلسطين إلى خطوات دبلوماسية ملموسة، أو تظل متأخرة خلف ركب الاعترافات الأوروبية التي تكسر تدريجياً جدار الصمت الدولي.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة