تهدف هذه المبادرات إلى تحسين جودة القطع المصنعة، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتحقيق وفورات كبيرة في العملة الصعبة.
وأشار صندوق الابتكار والازدهار إلى أن مشاكل مثل التصاق الرمل بالمعدن المنصهر، وظهور عيوب مثل النقاط الباردة، والشقوق الحرارية، وعدم انتظام السطح، تؤدي إلى زيادة هدر القطع وتكاليف الإنتاج، وتؤثر سلباً على خطوط التصنيع في صناعة الصب.
حرص الباحثون على تقديم حلول مبتكرة لإنتاج قطع سليمة وخالية من العيوب، عبر تصميم وإنتاج مواد مساعدة للصهر، وأغطية الصب، ووسائل التغذية الجاهزة، مما أدى إلى تحسين جودة الإنتاج وكفاءة خطوط الصب بشكل ملحوظ.
وأكد المدير التنفيذي للشركة المعرفية أن انطلاقة الشركة كانت في عام 2001، عبر الحصول على وكالة من إيطاليا لاستيراد المنتجات الصناعية والمواد الإنشائية ومضادات التآكل، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات وتنفيذ المشاريع الصناعية، وهو ما شكّل قاعدة للنمو المستقبلي للشركة.
وفي عام 2009، وبسبب ظروف البلاد وارتفاع سعر الصرف، قررت الشركة التحول إلى الإنتاج المحلي بالشراكة مع الجانب الإيطالي، ما أدى إلى تصنيع المواد الكيميائية والإنشائية، وبدء التصدير إلى دول الجوار الشمالية.
ومع منتصف عام 2011، وبعد دراسة شاملة لصناعة الصب في إيران، تم إنشاء مصنع لإنتاج المواد الأولية والإضافات اللازمة للصب، استجابة لحاجة صناعية حقيقية لتقليل الاعتماد على الاستيراد وخفض التكاليف، وتأسيس شركة معرفية مبتكرة في مجال صناعة الصب والمعادن.
وأوضح المدير التنفيذي أن تركيز الشركة ينصب على إنتاج المواد المساعدة للصهر، وأغطية الصب، ووسائل التغذية الجاهزة، باعتبارها أدوات مباشرة لتحسين الجودة، وخفض الهدر، وزيادة الإنتاجية في خطوط الصب الإيرانية.
وأضاف أن أحد أبرز إنجازات الشركة هو تطوير أغطية أساسها الماء للصب في صناعة الحديد الزهر، بدعم من صندوق الابتكار والازدهار، ما ساهم في تحسين جودة القطع النهائية، وخفض استهلاك المواد الأولية، وزيادة كفاءة الإنتاج.
وتابع أن المنتج الجديد يتميز بمستوى تنافسي عالٍ مقارنة بالمنتجات المحلية والأجنبية، من حيث السعر والأداء، إضافة إلى الدعم الفني وخدمة ما بعد البيع، مما يقلل الاعتماد على المنتجات المستوردة.
وأشار إلى أن فكرة إنتاج هذا المنتج نشأت من حاجة ملحة في الصناعة، بعد ملاحظات عدة من قبل صانعي الصب حول جودة الأغطية وصعوبة تأمينها، ما دفع الشركة إلى البحث والتطوير لإنتاج منتج محلي معرفي مبتكر.
ولفت إلى أن إنتاج هذه المواد أسهم في خلق عشرات الوظائف المباشرة ومئات الوظائف غير المباشرة في سلسلة التوريد والتوزيع، كما ساهم استبدال المنتج المحلي بالاستيراد في الحد من خروج العملة الأجنبية من البلاد. وتمكنت الشركة من بدء التصدير إلى دول مثل تركيا والعراق وأذربيجان وعمان، مع خطط لتوسيع الأسواق الإقليمية.
وعن الرؤية المستقبلية للتصدير، أشار المدير التنفيذي إلى زيادة صادرات الشركة مستقبلاً، مع التركيز على تصميم منتجات جديدة من أغطية الصب والمواد المساعدة للصهر، لتحل محل المنتجات المستوردة الأخرى.
وأكد أن فلسفة الشركة تقوم على تقليل الاعتماد على الاستيراد وزيادة تنافسية صناعة الصب الإيرانية، بالاعتماد على المعرفة المحلية والدعم المؤسسي، لتحقيق دور أكبر في الأسواق المحلية والإقليمية.
كما شدد على أن الدعم المالي والتعليمي من صندوق الابتكار والازدهار كان له أثر بالغ في تطوير منتجات الشركة المعرفية، وحماية رأس المال البشري ومنع هدره، عبر تسهيلات مالية وضمانات، والمشاركة في المعارض المحلية والدولية، مما ساهم في نمو التكنولوجيا وتعريف المنتجات المعرفية.