وأوضح سلماني أنّ ابتكاره الجديد يهدف إلى تسهيل البحوث المخبرية والصحية، إذ يوفر أداة مبتكرة لاحتجاز الحيوانات المخبرية – مثل الفئران – بطريقة آمنة وبلا أي ضغط أو إيذاء، مما يضمن دقة نتائج التجارب ويحقق في الوقت ذاته البعد الأخلاقي في التعامل مع الحيوانات.
وأضاف المخترع أنّ هذه الأداة تساعد الطلاب والباحثين والعاملين في مجال العلوم المخبرية على إجراء التجارب بسهولة، كما تسهم في منع انتقال الأمراض أو الإصابة بعضّات الحيوانات. وأشار إلى أنّ النموذج الأولي للاختراع تم إنجازه، على أن يتم الانتقال لاحقاً إلى مرحلة التقييم والتجاريّة.
وبيّن أنّ هذا الإنجاز جاء ثمرة جهد جماعي شارك فيه طلاب من مختلف التخصصات، بدءاً من العلوم الأساسية والطبية وصولاً إلى الفريق الهندسي، حيث جرى تصميم الجهاز وتسجيل براءة اختراعه في جامعة طهران. كما يتميز الجهاز بوجود طبقة حماية معقّمة قابلة لإعادة الاستخدام.
وكشف سلماني أنّ فريقه يواصل العمل على مشاريع بحثية أخرى، أبرزها تطوير أدوات للعناية بالجروح، ولا سيما جروح القدم السكري والجروح الضغطيّة المنتشرة في المجتمع، والتي تكلّف نظام الصحة أعباء كبيرة. كما يعمل الفريق على ابتكار جهاز للتحكم في القلق لدى الأطفال والبالغين، إلى جانب منظومة تشخيص وتصوير تساعد في الوقاية من الجروح وتحسين جودة الحياة للمصابين بالأمراض المزمنة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية سجّلت حضوراً لافتاً في مختلف المعارض والمسابقات العلمية العالمية خلال السنوات الأخيرة، حيث تمكن المخترعون والباحثون الإيرانيون من حصد عشرات الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في مجالات الطب، والهندسة، والتكنولوجيا الحيوية.
ويأتي هذا التفوق العلمي ليؤكد مكانة إيران المتنامية كقوة معرفية وعلمية في المنطقة، رغم محاولات الحظر والعقوبات التي يفرضها الأعداء لعرقلة مسيرتها العلمية. كما يعكس هذا الإنجاز الجديد استمرار نهج الاعتماد على القدرات الذاتية للشباب والباحثين الإيرانيين، الذين أثبتوا أنّهم قادرون على تحويل التحديات إلى فرص، وتقديم ابتكارات تسهم في تعزيز منظومة الصحة الوطنية، وتفتح آفاقاً واسعة للتعاون العلمي على المستوى الدولي.