والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ...
السلام عليكم ـ مستمعينا الافاضل ـ ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً ...
مستمعينا الافاضل ـ لقد كان من معالي اخلاق النبي(ص) وسمو ذاته العدل، فقد فطر عليه وهو من اهم بنود رسالته المشرقة الهادفة الى نشر العدالة الاجتماعية بين الناس وقد قال له بعض الجهلاء اعدل يا محمد فرد عليه: (ويحك فمن يعدل ان لم اعدل، قد خبت وخسرت اذا لم اعدل)، وكان من عدله(ص) انه لا يأخذ احداً بذنب احد ولا يصدق احداً على احد، وقد نشر العدل بجميع رحابه وصنوفه بين الناس فلم يميز احداً على احد وساوى بين الجميع في الحقوق والواجبات ولم يستثن منهم أي احد واقام نظامه على اروع صور العدل الذي فيه حياة الناس وصيانة حقوقهم وامنهم ورخائهم.
مستمعينا الاعزاء ـ وأما اخو رسول الله وتلميذه البار علي "صلوات الله عليهما" وعلى ابنائهما الطاهرين فقد كان خلقه التواضع، ولكن للفقراء والمستضعفين لا للاغنياء والمتكبرين، وقد ورد انه وفد عليه رجل مع ابنه وحلا عنده ضيفين فامر لهما بطعام وبعد الفراغ من تناولهما له بادر الامام فأخذ ابريقاً ليغسل يد الاب، ففزع الرجل وقال: كيف يراني الله وانت تصب الماء على يدي؟ فاجابه الامام برفق ولطف: ان الله يراني اخاك الذي لا يتميز منك، ولا يتفضل عنك ويزيدني بذلك منزلة في الجنة، وانصاع الرجل الى كلام الامام فمد يده وصب عليها الامام الماء ولما فرغ ناول الابريق الى ولده محمد بن الحنفية وقال له: لو كان هذا الابن حضرني دون ابيه لصببت الماء على يده، ولكن الله يأبى ان يسوي بين الابن وابيه، وانبرى محمد بن الحنفية فغسل يد الولد.
وهذه الاخلاق العلوية ـ مستمعي الكريم ـ مقتبسة من اخلاق الرسول الاعظم(ص) الذي بعثه الله تبارك وتعالى ليتمم مكارم الاخلاق.
ومسك الختام في هذه الحلقة من البرنامج الحديث عن شغف الامام موسى الكاظم(ع) بعبادة الله تعالى وطاعته حتى صارت من مقومات حياته، وقد روت شقيقة السندي بن شاهك حينما سجن الطاغية هارون العباسي الامام في بيت اخيها، روت كيفية عبادة الامام(ع) فقالت: انه اذا صلى العتمة حمد الله ومجده ودعاه الى ان يزول الليل، ثم يقوم ويصلي حتى يطلع الصبح، فيصلي الصبح، ثم يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم يقعد الى ارتفاع الضحى، ثم يرقد ويستيقظ قبل الزوال، ثم يتوضأ ويصلي حتى يصلي العصر، ثم يذكر الله تعالى حتى يصلي المغرب، ثم يصلي ما بين المغرب والعتمة، فكان هذا دأبه الى ان مات.
فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياً في الخالدين مع آبائه وابنائه الطيبين الطاهرين المعصومين.
وفي الختام ـ ايها الاحبة الاكارم ـ نشكركم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******