كان "محمد مهدي طهرانجي" أحد العلماء النوويين الإيرانيين الذين استشهد في 13 يونيو/حزيران 2025م، في هجوم الكيان الصهيوني على منزله بطهران.
وتُلقي هذه المقالة نظرة على سيرة الشهيد طهرانجي.
الميلاد والحياة الشخصية
وُلد محمد مهدي طهرانجي في 5 يوليو/تموز 1965 في طهران. كان متزوجًا وأبًا لأربعة أبناء. أولى طهرانجي اهتمامًا خاصًا بالتعاليم الإسلامية، الدعاء، والتوسل إلى أهل بيت النبي محمد (ص)؛ حيث كررت رسائله وتصريحاته مرارًا وتكرارًا مواضيع الدعاء، التوكل، وتلقي المسؤولية "واجبًا إلهيًا". وكان، على حد تعبيره، يعتبر كل نجاح وفتح نعمة إلهية، ونتيجة لطف وفضل من الله. وكان حضور الشعائر الدينية والسعي للجمع بين القيم الدينية الأصيلة والتطور الأكاديمي والابتكار العلمي من السمات الدائمة لشخصيته.

الدراسة والمكانة الأكاديمية
بعد إتمام تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس طهران، التحق بنجاح بجامعة الشهيد بهشتي الإيرانية وتخرج منها عام 1988 حاصلًا على درجة البكالوريوس في الفيزياء. وفي مرحلة الماجستير، ركز على أحد أهم فروع الفيزياء المعاصرة وأكثرها ابتكارًا، وهو فيزياء الحالة الصلبة. وفي عام 1991، أكمل بنجاح هذه الدورة في جامعة الشهيد بهشتي.
ثم سافر طهرانجي إلى روسيا لاستكمال معارفه التخصصية وتعزيز تنافسيته العلمية، وبعد قبوله في برنامج الدكتوراه في معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا، أحد أعرق المراكز العلمية في أوروبا، بدأ البحث في مجال الفيزياء النظرية.
في عام 1997، حصل على درجة الدكتوراه بأطروحة تناولت مواضيع أكثر تقدمًا في الفيزياء النظرية. بالإضافة إلى تعليمه الرسمي، أمضى طهرانجي أيضًا فرصة دراسية قيّمة في مركز عبد السلام الدولي للفيزياء النظرية (ICTP) في ترييستي، إيطاليا.
ويُعد هذا المركز أحد أهم مراكز التفاعل العلمي الدولي، وملتقىً لأعظم عقول العالم في مجال الفيزياء النظرية. وأتاحت له خبرته في هذه الفترة توسيع آفاق معارفه التخصصية، وتكوين شبكة من العلاقات البحثية العالمية، والتعرف مباشرةً على المناهج العلمية الجديدة والتقنيات الحديثة في العالم.

تم تكريم "محمد مهدي طهرانجي" كأستاذ متفرغ بمرتبة 41 في المجلس الأعلى للثورة الثقافية الإيرانية، وهي أعلى مرتبة أستاذية في نظام التعليم العالي الإيراني. كما كان أستاذًا متميزًا في جامعة الشهيد بهشتي. ونشر طهرانجي أكثر من 150 مقالاً في مجلات دولية مرموقة، وحصل على أكثر من 3000 مرجع علمي، ويبلغ مؤشره h-index (وهو معيار دولي لقياس الأثر العلمي وإنتاجية الباحث) حوالي 29. كما ألّف 12 كتابًا وسجل 8 اختراعات.

الجوائز العلمية
1. اختير أستاذًا نموذجيًا في إيران عام 2010.
2. مُنح لقب أفضل باحث في جامعة الشهيد بهشتي الإيرانية في فترات مختلفة.
3. نال جائزة العلامة الطباطبائي لأفضل كتاب أكاديمي.
4. عضو في الهيئة الحادية والأربعين للمجلس الأعلى للثورة الثقافية الإيرانية (2020).
5. نال وسام العلوم من الدرجة الأولى من رئيس جمهورية إيران (2020).

المسؤوليات
يمكن من بين المسؤوليات الإدارية التي تولاها "طهرانجي"، الإشارة إلى رئاسة جامعة الشهيد بهشتي من عام 2012 إلى عام 2016، ثم نائب رئيس قسم البحث والتكنولوجيا في الجامعة نفسها.
-كما تولى رئاسة جامعة آزاد (الحرة) الإسلامية في 2018 بأمر من قائد الثورة الإسلامية.
-علاوة على ذلك، كان "طهرانجي" عضوًا في المجلس الأعلى للثورة الثقافية.
-مستشار رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية لمجلس تشخيص مصلحة النظام لأبحاث العلوم والتكنولوجيا (من 2016 إلى 2025)،
-نائب رئيس أبحاث العلوم والتكنولوجيا في مركز الأبحاث الاستراتيجية لمجلس تشخيص مصلحة النظام (2013-2016)،
-رئيس لجنة العلاقات بين الجامعات في الهيئة العليا للتعاون التكنولوجي بين إيران وروسيا (2014 إلى 2025)،
-رئيس اللجنة المتخصصة للعلوم الأساسية في المجلس الأعلى للعلوم والبحوث والتكنولوجيا في إيران (2010 إلى 2025)،
-رئيس مركز النشر الجامعي (2008 إلى 2012)،
-نائب رئيس الأبحاث والتكنولوجيا في جامعة الشهيد بهشتي (2005 إلى 2007)،
-مدير المركز العلمي للفوتونيات في جامعة الشهيد بهشتي (2007 إلى 2013)،
-عضو مجلس إدارة جمعية البصريات والفوتونيات الإيرانية (2009 إلى 2013)
-وكان من بين مسؤولياته منصب مدير مشروع الفوتونيات الرئيسي لمعهد أبحاث الصناعات الدفاعية التعليمي (2003-2004).

العقوبات
في ١٨ مارس ٢٠٢٠، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا رسميًا بعنوان "قيود على العلماء النوويين الإيرانيين"، أدرجت فيه خمسة من علماء إيران النوويين، من بينهم الدكتور "محمد مهدي طهرانجي"، على قائمة عقوباتها.

الاستشهاد
استُهدف طهرانجي في منزله على يد الكيان الصهيوني المجرم، واستشهد مع زوجته في هجوم فجر 13 يونيو/حزيران 2025م على طهران