وفي مقابلة مع قناة CGTN الصينية، أُجريت على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون، أوضح عراقجي أن إيران تولي أهمية كبيرة للتعاون مع هذه المنظمة، معتبراً إياها منصة فاعلة لتمكين دول الجنوب من تحقيق موقع مؤثر على الساحة الدولية.
وأشار إلى أن تزايد عدد الدول الراغبة في الانضمام إلى منظمة شنغهاي يُعد تطورًا إيجابيًا، مؤكدًا عزم طهران على تعزيز تعاونها مع الدول الأعضاء في المجالات الأمنية والاقتصادية والثقافية، وفق رؤية مستقلة عن النهج الغربي.
وفي ما يخص القمة المرتقبة لمنظمة شنغهاي للتعاون، أعرب وزير الخارجية الإيراني عن شكره لأمانة المنظمة والدول الأعضاء على "موقفهم المبدئي في إدانة العدوان الأميركي-الصهيوني على الجمهورية الإسلامية، لا سيما ضد المنشآت النووية".
وأضاف أن "هذا العدوان يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويشكّل تهديداً بيئياً خطيراً للعالم بأسره، بما يستوجب موقفًا سياسيًا حازمًا من قبل المجتمع الدولي".
وثمّن عراقجي موقف الصين والدول الأعضاء في منظمة شنغهاي التي "أبدت دعمًا وتضامنًا مع الشعب الإيراني، وخاصة الضحايا المدنيين من النساء والأطفال جراء الهجمات".
وحول طبيعة المواجهة الأخيرة مع الكيان الصهيوني، شدد عراقجي على أن ما جرى "ليس نزاعًا بل عدوان غير مبرر"، مؤكدا أن "إيران مارست حقها المشروع في الدفاع عن النفس، ووقفت بشجاعة على أرضها حتى أُجبر المعتدي على التراجع وقبول وقف غير مشروط لإطلاق النار".
وفي هذا السياق، حذر من هشاشة هذا الاتفاق، مرجعا السبب إلى "سجل الكيان الصهيوني السيئ في نقض الالتزامات"، مشيرًا إلى أن "إيران لا تزال في حالة تأهب واستعداد لأي طارئ".
وبشأن استئناف المفاوضات النووية، قال عراقجي إن بلاده "تنتظر رؤية إرادة حقيقية من الجانب الآخر قبل العودة إلى طاولة التفاوض"، مؤكدًا أن "البرنامج النووي الإيراني سلمي بالكامل، ولا مانع من تقاسم هذا الاطمئنان مع الآخرين، ولكن عبر الحوار وليس بالتهديد أو العدوان".
وذكّر بأن "إيران وقعت اتفاقًا نوويًا مع مجموعة 5+1 عام 2015 والتزمت به، إلا أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق كان قرارًا كارثيًا، وما نعيشه اليوم هو أحد تبعاته".
وختم عراقجي بالقول إن العودة إلى الاتفاق النووي "ممكنة"، لكنه ربط ذلك بوجود "إرادة سياسية حقيقية وتخلٍّ كامل عن الخيار العسكري لصالح الحل التفاوضي".