أشار "محمد جواد شاهجوئي"، الخبير في قطاع السكك الحديدية، إلى أهمية خط سكة حديد شلامجة - البصرة كمشروع استراتيجي، وقال:
"كان هذا المشروع مطروحًا على جدول الأعمال لما يقرب من عقدين من الزمن، ولكن خلال هذه الفترة، لم يُحرز أي تقدم يُذكر".
وأضاف:
"لحسن الحظ، يسير المشروع حاليًا على الطريق الصحيح، وشركة سكك حديد جمهورية إيران الإسلامية لديها عزم جاد على تسريع إنجازه. ونظرًا للموقع الجغرافي ومزايا هذا الخط، يُعتبر ربط إيران بالعراق عبر شلمجة من الأولويات المهمة في مجال النقل الدولي".
وتابع:
"بالإضافة إلى هذا الخط، يُدرس أيضًا مشروع سكة حديد كرمانشاه - خسروي، والذي من المفترض أن يربط بخانقين في العراق، ثم ببغداد. وعلى الرغم من أهمية الخط الثاني من حيث التقنية والقدرة على نقل البضائع والركاب، إلا أنه نظرًا للحاجة إلى مزيد من الاستثمار، فإن مشروع شلامجة - البصرة يحظى بالأولوية حاليًا".
وأوضح:
"تبلغ المسافة الإجمالية لهذا المشروع 32 كيلومترًا فقط، وسيتم ربطه بجزيرة "السندباد" في العراق عن طريق بناء جسر شلمجة، ثم بمحطة البصرة. ومن محطة البصرة فصاعدًا، توجد أيضًا شبكة سكك حديدية من العراق إلى بغداد، مما سيوفر ربطًا كاملاً".
وأضاف:
توجد حاليًا 7 معابر حدودية نشطة للتجارة والركاب بين إيران والعراق، ويُقدر حجم التجارة بين البلدين بحوالي 11 مليار دولار. علاوة على ذلك، ضاعف التبادل الواسع بين الزوار إلى العتبات المقدسة والزوار العراقيين إلى مشهد المقدسة الحاجة إلى بنية تحتية للنقل الآمن والسريع والمستمر بين البلدين".
وأكد قائلاً:
"إن الأهم بالنسبة لهذا المشروع في الوقت الحالي هو نقل الركاب. خاصةً خلال أيام الأربعين، عندما يصل عدد الزوار الإيرانيين إلى العراق إلى ذروته، فإن إطلاق خط سكة حديد مستمر دون توقف والحاجة إلى النقل المشترك يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في تسهيل رحلات الزيارة".
وأشار "شاهجوئي" إلى أن نقل الركاب إلى العراق يتم حاليًا من خلال مزيج من القطارات والحافلات، قائلاً:
إذا تم استخدام خط سكة حديد شلامجة - البصرة المستمر، فإن هذا الطريق يمكن أن يخفف عبء النقل البري بشكل كبير ويساعد في تحقيق التوازن في حركة المرور بين البلدين".
الخطوة الأولى هي ربط خط سكة حديد إيران-العراق بشكل مستمر
قال خبير صناعة السكك الحديدية في معرض حديثه عن آفاق استخدام خط سكة حديد شلامجة - البصرة تجاريًا،:
"إذا شُغّل هذا الخط في المرحلة الأولى وفعّلت بنيته التحتية لنقل الركاب، يُمكن تطويره كخط تجاري في المستقبل".
خط سكة حديد شلامجة - البصرة، حلقة وصل تربط آسيا الوسطى بالعراق
وأضاف:
"يُمكن أن يظل خط سكة حديد شلامجة - البصرة حلقة وصل تربط دول آسيا الوسطى وأفغانستان وباكستان بالأراضي العراقية عبر إيران. وفي الماضي، كان هذا الخط يُنظر إليه أيضًا كخط محتمل يربط إيران بالبحر الأبيض المتوسط عبر سوريا، ولكن بالنظر إلى التطورات في سوريا، فإن هذا الأفق غير مُتصوّر حاليًا".
وأكد "شاهجوئي" على ضرورة متابعة هذا المشروع في ظل الوضع الراهن مع التركيز على العلاقة بين إيران والعراق، وقال:
"إن الخطوة الأولى هي إكمال هذا المشروع وإطلاقه بهدف نقل الزوار إلى العتبات المقدسة والمسافرين العراقيين إلى مدينة مشهد المقدسة. وبعد تشغيله، يُمكن دراسة التطور التجاري للخط تدريجيًا".
وأشار إلى إمكانية استخدام دول مختلفة لهذا المشروع، وقال:
"يمكن في المستقبل، يُمكن أن يُؤدي هذا المشروع دورًا مُكمّلًا لموانئ إيران الجنوبية والشمالية، وأن يُغطي جزءًا من التبادلات الإقليمية".
البنية التحتية المتهالكة للسكك الحديدية في العراق تُعيق النمو التجاري.
أشار خبير النقل بالسكك الحديدية إلى أن الخط المُصمم لسكك حديد شلامجة - البصرة سيبلغ في نهاية المطاف 7 ملايين طن من البضائع سنويًا. وحتى في حال تشغيله بكامل طاقته، هناك احتمال لحدوث اختناقات بسبب التآكل والاستهلاك المُستمر لخطوط السكك الحديدية في العراق ومحدودية طاقتها الاستيعابية".
وشرح "شاهجوئي" أحدث اتفاقيات التنفيذ في هذا المشروع قائلًا:
"وفقًا للتفاهمات الجديدة، ستكون مسؤولية بناء الجسر فوق نهر "أروند"، والبنية التحتية، والرصف، وإزالة الألغام من الخط في الجزء الإيراني من المشروع على عاتق إيران. وفي المقابل، أُسندت مهمة بناء الجزء الواقع في العراق من الجسر إلى محطة البصرة إلى شركة مقاولات إسبانية".
واختتم حديثه قائلاً:
"بحسب إعلان الرئيس التنفيذي لشركة السكك الحديدية الإيرانية، سيتم بناء الجسر والمسار في الجزء الإيراني خلال 18 شهرًا.
ومن جانب آخر، وعد الجانب العراقي بإكمال بناء المسار في أراضيه خلال 36 شهرًا".