البث المباشر

"خَيام".. رمز للقفزة العلمية الإيرانية في الفضاء

الثلاثاء 13 مايو 2025 - 16:05 بتوقيت طهران
"خَيام".. رمز  للقفزة العلمية الإيرانية في الفضاء

تمكنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في فترة الشهيد رئيسي، من الحصول على صور دقيقة للأرض عبر إطلاق القمر الصناعي "خَيام" إلى مدار يبعد 500 كيلومتر.

يعد التصوير عبر الأقمار الصناعية في عالم اليوم أحد الأدوات المهمة لمراقبة البيئة، إدارة الموارد، الوقاية من الكوارث الطبيعية وتعزيز الأمن القومي.

تلعب الدقة العالية لصور الأقمار الصناعية دوراً هاماً جداً في زيادة قوة اتخاذ القرار في مختلف المجالات. وحققت إيران أيضًا إنجازا كبيرا في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة: "التصوير عبر الأقمار الصناعية بدقة متر واحد".

والتحقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بهذا الإنجاز إلى قائمة الدول التي تمتلك القدرة على الحصول على صور الأقمار الصناعية بدقة تصل إلى متر واحد. وقبل إيران، نجحت دول مثل الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، الهند وكوريا الجنوبية، وتركيا في تحقيق هذه التكنولوجيا.

يعد هذا النجاح الذي حدث عام 1401 هـ (2022)، في عهد الحكومة الثالثة عشرة، دليلاً على نمو البلاد في مجال تكنولوجيا الفضاء، وخطوة كبيرة نحو الاكتفاء الذاتي العلمي والصناعي.

ولكن ما هو تأثير هذا الإنجاز على حياة الناس؟ ولماذا هو مهم؟.

تحقيق دقة متر واحد؛ إنجاز فضائي إيراني

تم في 9 أغسطس/آب 2022م،  إرسال القمر الصناعي "خيام" الإيراني إلى مدار على ارتفاع 500 كيلومتر فوق الأرض بواسطة صاروخ "سويوز"، بالتعاون مع روسيا.

وكان استخدام صاروخ "سويوز" حلاً موثوقًا وسريعًا لتشغيل هذا القمر الصناعي نظرًا لدقته العالية والخبرة التقنية الروسية والحاجة الملحة للبيانات المفيدة. ويأتي هذا الإجراء في إطار التعاون الفضائي بين إيران وروسيا.

يعد "خيام" هو أول قمر صناعي تم بناؤه بأمر من إيران وبقدرات تصوير بصري بدقة متر واحد، وتم تصميمه المفاهيمي وتحديد معالم المهمة من قبل المتخصصين الإيرانيين.

كما تم تجهيز هذا القمر الصناعي بكاميرات متطورة قادرة على التقاط صور عالية التفاصيل من الفضاء. تفاصيل كانت متاحة في السابق فقط للدول ذات التكنولوجيا الفضائية المتقدمة.

وكان هذا الحدث المهم نتيجة تخطيط ورسم سياسات الحكومة الثالثة عشرة في عامي 1400 و1401 هـ (2021 و2022م)، ويعتبر انعكاسا للقفزة العلمية الإيرانية في مجال الفضاء.

فوائد هذه الصور في الحياة اليومية

رغم أن هذا الإنجاز يبدو علمياً وتقنياً، إلا أن نتائجه ملموسة ومؤثرة في حياة الناس اليومية.

يلعب قمر "خيام" الصناعي ، بقدراته التصويرية الدقيقة، دوراً أساسياً في تعزيز الأمن، إدارة الموارد وتحسين نوعية الحياة. ويتيح هذا القمر الصناعي مراقبة الحدود، الغابات والمناطق الحساسة بشكل دقيق، ويساعد قوات الأمن والإغاثة على الاستجابة بشكل أسرع في المواقف الحرجة أو الحالات المشبوهة.

يمكن لصور قمر "خيام" الصناعي في حالات مثل الفيضانات أو الزلازل أو الحرائق، أن توفر رؤية واضحة للوضع في المنطقة قبل وصول القوات البرية، مما يجعل عملية الإغاثة أكثر استهدافا وفعالية.

وفي مجال الزراعة، تساعد هذه التكنولوجيا المزارعين أيضًا. ومن خلال تحليل هذه الصور، يمكنهم تحديد صحة الأرض، مستوى الرطوبة، أو انتشار الآفات.

وتؤدي هذه البيانات إلى زيادة الإنتاجية وخفض التكاليف وإنتاج أغذية أكثر صحة.

وعلى المستوى الكلي، تستطيع الحكومة استخدام صور "خيام" لتحديد المنطقة المزروعة وإدارة السوق بشكل أفضل. إجراء يساعد على التحكم في الأسعار ومنع الاحتكار ونقص السلع.

كما أنه من خلال تحليل الصور بعناية، يتم تحديد المناطق المحرومة وتنفيذ تطوير البنية التحتية بطريقة أكثر استهدافا وإنصافا. وتتيح هذه الأداة أيضا إمكانية مراقبة البناء غير المرخص ومنع تدمير الموارد الطبيعية.

ستساعد بيانات الأقمار الصناعية التي سيجمعها "خيام" على إدارة الموارد الوطنية مثل المياه، التربة والغابات بشكل أكثر دقة، كما ستمهد الطريق لتوفير مليارات الدولارات في تكاليف البلاد. وهذه ليست سوى بعض التأثيرات الملموسة لتكنولوجيا الفضاء على حياة الناس اليومية.

تأثير هذا الإنجاز على التطور العلمي والصناعي في إيران

يعد الوصول إلى تقنية التصوير عبر الأقمار الصناعية بدقة متر واحد، خاصة في فترة الحكومة الثالثة عشرة، نقطة تحول في تاريخ صناعة الفضاء الإيرانية. نقطة يمكن أن تغير مسار مستقبل البلاد في مجال العلوم والتكنولوجيا.

ويضع هذا النجاح إيران في مصاف الدول ذات القدرات الفضائية المتقدمة. دول يمكنها اتخاذ قرارات استراتيجية وعلمية على المستوى الوطني والإقليمي باستخدام بيانات الأقمار الصناعية الدقيقة.

ومن ناحية أخرى، فإن تطوير مثل هذه التقنيات يوفر البنية التحتية للنمو العلمي في الجامعات ومراكز البحوث. ويمكن للباحثين، الطلاب والناشطين في مجال التقنيات الجديدة تحديد مشاريع بحثية أكثر تقدما مع إمكانية الوصول إلى بيانات عالية الجودة والعمل في مجالات مثل الاستشعار عن بعد، النمذجة البيئية، والذكاء الاصطناعي وتحليل بيانات الصور.

ولن يؤدي هذا إلى توسيع حدود العلوم في البلاد فحسب، بل سيعزز أيضًا المكانة العلمية لإيران في المحافل الدولية.

في البعد الصناعي، تتمتع تكنولوجيا الفضاء أيضًا بتأثيرات متسلسلة وعابرة للقطاعات.

إن بناء وتطوير المعدات المتعلقة بالأقمار الصناعية، تصميم برامج معالجة الصور، استخدام البيانات في الزراعة الذكية، إدارة الموارد الطبيعية، النقل المتقدم، المدن الذكية، وحتى الأمن الغذائي، كلها تتطلب موارد بشرية متخصصة وصناعات قائمة على المعرفة.

إذن نمو صناعة الفضاء من شأنه بطبيعة الحال أن يمهد الطريق لتشكيل فرص عمل جديدة، نمو الشركات الناشئة، وازدهار الصناعات ذات الصلة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة