وأشار عراقجي إلى أن موضوع المفاوضات يقتصر على النووي فقط ولن نبحث قضايا أخرى بأي شكل من الأشكال واضاف: خبراء من الطاقة النووية سيحضرون الجولة المقبلة لأن الحديث سيكون مركزا أكثر.
وأوضح عراقجي، أنه تم تبادل الآراء بين الطرفين عدة مرات بشكل مكتوب، حيث قدم كل طرف أسئلته وتلقى الردود عليها، مشيراً إلى أنه من المقرر أن تُجرى المزيد من المراجعات في عواصم الطرفين قبل استئناف الجولة المقبلة من المحادثات.
وأضاف: هذه النقاشات تدعو إلى التفاؤل بإمكانية تحقيق تقدم في المفاوضات، إلا أننا لا نزال نتعامل مع الموقف بكثير من الحذر، كاشفاً أن الجولة الرابعة من المفاوضات ستُعقد على الأرجح السبت المقبل، على أن تعلن سلطنة عمان مكان استضافتها.
ولفت عراقجي إلى أن المفاوضات انتقلت تدريجياً من مرحلة العموميات إلى مناقشة قضايا أكثر تخصصاً، حيث شهدت الجولة الأخيرة مشاركة خبراء اقتصاديين، متوقعاً انضمام خبراء من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية اعتباراً من الجلسات المقبلة.
وشدد عراقجي على أن موضوع المفاوضات محصور بالملف النووي الإيراني، قائلاً: أؤكد بوضوح أن المفاوضات تتركز على الشأن النووي فقط، ولن نقبل التفاوض حول أي قضية أخرى.
وأشار إلى أن هذا المبدأ قد تم احترامه خلال الجولات الثلاث السابقة من المحادثات غير المباشرة مع الطرف المقابل، موضحاً أن هناك بعض الخلافات جدية وأخرى أقل حدة، لكنه أعرب عن رضاه عن سير المفاوضات حتى الآن، قائلاً: كل من الطرفين يبدي جدية حقيقية في التفاوض.
وأكد عراقجي على وجود أمل في التوصل إلى اتفاق، لكنه أصر على التعامل مع هذا الأمل بحذر شديد.
وفيما يتعلق بالتكهنات، أكد: "موضوعنا الوحيد هو الملف النووي، ولا ندخل أي موضوع آخر في المفاوضات. نحن نتفاوض فقط حول الملف النووي مقابل رفع العقوبات، وقد تم الالتزام بهذا الإطار في جميع الجولات الثلاث".
وأضاف وزير الخارجية: "عندما أقول إن الأجواء كانت جدية، فإنني أعني أن الطرفين أظهرا إرادتهما، لكن الإرادة وحدها ليست كافية. النجاح يتطلب تحقيق المطالب المتبادلة. بعض خلافاتنا مع الطرف الآخر عميقة وجدية، وبعضها أقل جدية".
وشدد عراقجي: "حتى الآن، نسير بشكل جيد. نحن في مرحلة لم نكن لنصل إليها لو كانت المفاوضات من نوع آخر. أنا راضٍ عن سير المفاوضات".
وفي ختام حديثه، صرّح: "فيما يتعلق بالطرف المقابل، أعتقد أن هناك إرادة، لكن فيما إذا كنا سنصل إلى نتيجة، فإنني أبقى متفائلًا بحذر".
وصرّح وزير الخارجية قائلاً: "للمرة الأولى، شارك خبراء اقتصاديون في جلسات الفريق الفني، وقد كان لحضورهم تأثير بالغ الأهمية".
وأضاف: "من المتوقع أن ينضم في الجولات المقبلة خبراء من منظمة الطاقة الذرية أيضاً، بهدف دراسة القضايا الفنية النووية بمزيد من الدقة".
ورغم التأكيدات المتكررة بأن المفاوضات تقتصر فقط على الملف النووي، فقد أُثيرت اليوم أيضاً بعض التكهنات. ومع ذلك، نؤكد بشكل قاطع أن لا مواضيع أخرى غير القضايا النووية والعقوبات المرتبطة بها مطروحة على طاولة المفاوضات.
وأوضح عراقجي أن هذا النهج تم الالتزام به خلال الجولات الثلاث الماضية، واليوم أيضاً كانت إرادة الطرفين لتحقيق تقدم ملموس واضحة وجلية.
وأشار إلى أن تعقيد القضايا الفنية يجعل تحقيق نتائج فورية أمراً صعباً، مؤكداً أن النجاح سيتحقق عندما تصل مطالب الجانبين إلى مستوى يرضي كليهما.
وانتهت الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأمريكا التي عقدت في العاصمة العمانية مسقط.
وعُقدت اليوم السبت، الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأمريكا، باستضافة سلطنة عمان، برئاسة عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، وستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط.
وكان عراقجي قد وصل أمس إلى مسقط على رأس وفد سياسي وفني، حيث التقى مرتين مع السيد بدر البوسعيدي، وزير الخارجية العماني، وبحث معه الترتيبات التنفيذية الخاصة بالمفاوضات غير المباشرة.
كما شارك عراقجي، إلى جانب نظيره العماني، في معرض مسقط الدولي للكتاب، حيث أزيح الستار عن النسخة العربية من كتابه "قوة التفاوض".
أما ستيف ويتكوف، فقد وصل فجر السبت إلى مسقط، وكان قد أجرى قبل ذلك زيارة إلى روسيا التقى خلالها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأجرى معه مباحثات.
وجرت الجولة الاولى من هذه المحادثات في مسقط ومن ثم جرت الجولة الثانية في روما.