ثمّنت إيران خلال اللقاء استضافة الصين لأعمال القمة القضائية لمنظمة شنغهاي. وأعرب إيجئي عن تقديره للجانب الصيني، مشيراً إلى المسار المهني لرئيس المحكمة العليا الصينية، قائلاً: "إن سجلكم الحافل يبين أنكم قد شغلتم مختلف المناصب القضائية والتخصصية حتى وصلتم إلى أعلى منصب قضائي في الصين، وهو ما يجمع بيننا، إذ إنني أيضاً خدمت في مراتب عدة ضمن النظام القضائي للجمهورية الإسلامية الإيرانية".

كما تطرّق رئيس السلطة القضائية الإيرانية إلى الوثيقة الاستراتيجية المشتركة لمدة 25 عاماً بين إيران والصين، مؤكداً أن هذه الوثيقة تمثل آفاقاً واعدة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأشار إيجئي إلى الإرث الحضاري العريق الذي تتشاركه إيران والصين، معتبراً أن هذا العامل يشكّل ركيزة مهمة لدفع العلاقات الثنائية نحو مزيد من التعاون في مختلف المجالات، لا سيما القضائية منها.

وشدّد على أن مستوى العلاقات بين طهران وبكين في تطور مستمر، وأن الجانبين يتشاركان الرغبة في ترسيخ السلم والأمن العالميين.

كما أشار رئيس الجهاز القضائي الإيراني إلى وجود قواسم مشتركة وتحولات مشتركة في العلاقات بين البلدين، ما يوجب تعزيز التعاون والمساندة القضائية والقانونية بين إيران والصين.

وانتقد إيجئي ازدواجية المعايير لدى الدول الغربية المتغطرسة، قائلاً إن تلك الدول تتعامل بازدواجية، وأحياناً بتعددية في المعايير، مع القضايا العالمية، خاصة فيما يخص الإرهاب وحقوق الإنسان، وتحاول فرض تعريفاتها الخاصة على باقي شعوب العالم، وهو ما يستدعي مواجهته والتصدي له.

وأكد إيجئي على أهمية التعاون بين الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي في مجالات مكافحة الجريمة المنظمة، والجرائم السيبرانية، والاتجار غير المشروع، وغسل الأموال، والإرهاب، داعياً إلى اعتماد آليات متطورة وحديثة لمواجهة هذه التحديات.

وأشار رئيس السلطة القضائية الإيرانية إلى الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في غزة، موضحاً أن الكيان الصهيوني ارتكب خلال ما يزيد على عام ونصف جرائم حرب مروعة، استهدف خلالها المدنيين والنازحين والمرضى والأطفال بشكل ممنهج. وأكد أن منظمة شنغهاي تملك من الإمكانات ما يمكنها من المساهمة الفاعلة في وقف هذه الجرائم المستمرة وجرائم الإبادة الجماعية في غزة.

وبدوره أشاد "جانغ جون"، رئيس المحكمة العليا في جمهورية الصين الشعبية وأرفع مسؤول في الجهاز القضائي الصيني، بالعلاقات الثنائية بين البلدين، واصفاً لحظة وصوله إلى مدينة هانغتشو بأنها "لحظة خالدة ولا تُنسى".

وفي مستهل كلمته، رحّب المسؤول القضائي الصيني برئيس السلطة القضائية الإيرانية، مشيراً إلى المكانة الاستراتيجية والمهمة التي تحتلها إيران، وأضاف: "نحن حريصون على إقامة علاقات طويلة الأمد وشاملة مع إيران، والتعاون القضائي يُعد من الركائز الأساسية في العلاقات بين بلدينا".

وأوضح أن العلاقات القضائية بين الصين وإيران شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، معرباً عن أمله في مواصلة هذا النهج وتعزيزه مستقبلاً.

وأكد جانغ جون، أن بلاده، على غرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تسعى إلى الارتقاء بمستوى التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مشدداً على استعداد الصين لتوسيع التعاون مع إيران في مختلف الميادين ذات الاهتمام المشترك.

وتطرّق رئيس المحكمة العليا الصينية إلى لقاءاته السابقة مع عدد من المسؤولين القضائيين الإيرانيين، من بينهم رئيس المحكمة العليا ونائب رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية، واصفاً تلك اللقاءات بأنها "بنّاءة ومثمرة".

كما أبدى اهتمامه بالإنجازات والتطورات التي حققها الجهاز القضائي الإيراني، ودعا إلى تبادل وجهات النظر مع حجة الإسلام إيجئي حول إمكانيات وقدرات القضاء الصيني، بهدف تعميق التفاهم القضائي المتبادل.

وفي جانب آخر من كلمته، تحدث عن التحديات الكبرى التي تواجه العالم المعاصر، مثل الأحادية في اتخاذ القرار، وسوء استخدام بعض التقنيات ضد الإنسانية، وانتشار الإرهاب، وانتهاكات حقوق الإنسان، ونشاط الجماعات المنظمة، مشيراً إلى أن هذه التحديات تستلزم قرارات جماعية وحلولاً قائمة على الحكمة الجماعية، لا على التفرد في القرار.

وانتقد جانغ جون نهج بعض الدول الغربية التي تتسم بالهيمنة والتفوق على باقي الدول، موضحاً أن هذه الدول تنظر فقط إلى مصالحها الخاصة وتتجاهل العدالة والأمن والإنصاف، وأكد قائلاً: "نحن نرفض هذا النهج رفضاً قاطعاً".

وفي ختام حديثه، أشار إلى أن "تشن ون‌ تشينغ"، أرفع مسؤول سياسي وقانوني في الصين، قد جاء خصيصاً من بكين إلى هانغتشو للقاء رئيس السلطة القضائية الإيرانية، معرباً عن أمله في أن يكون هذا اللقاء إيجابياً ومثمراً للطرفين.