نحن الان مع زيارة الجامعه للأئمة عليهم السلام وهي ما يطلق عليها اسم (الجامعه الكبيرة)،... وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منها، ونتابع الجديد من عباراتها، ومنها: المقطع الذي يتوسل بالله ان يثبتنا علي موالاة الأئمة عليهم السلام ومحبتهم ودينهم،... ثم يقول: (وفقني لطاعتكم، ورزقني شفاعتكم، وجعلني ممن يقتص آثاركم…).
ان هذا المقطع من الزياره يحمل دلالتين يحسن ان نقف عندهما،..احداهما ترتبط بطاعتناللائمه عليهم السلام، والاخري بالشفاعه التي ننتظرها في اليوم الاخر… طبيعياً ثمة دلالة ثالثه وهي الاهماو الاشد اهمية، ونعني ان نقتدي بالائمه عليهم السلام في سلوكنا العبادي العام.
الظاهرة الاولي: هي العبارة القائلة (وفقني لطاعتكم) والسؤال هو مالمقصود من الطاعة؟
مما لاشك فيه، ان الالتزام بمبادئ الله هو المطلوب، الا ان الله جعل هذه المبادئ (من حيث التوصيل) من خلال النبي(ص)في حياته ومن خلالهما (بالاضافة الي الائمه عليهم السلام) بعد وفاة النبي(ص).وهذا يعني ان المطلوب هو: الالتزام بالمبادئ التي رسمها الله عزوجل واوصاها الي النبي(ص)،واوصاها النبي(ص)الي العتره الطاهرة…وبهذا يكون المعني (وفقني لطاعتكم) هو: التوفيق للالتزام بمبادئ الله عز وجل…وقد يسأل قائل: لماذا خص الائمة عليهم السلام دون سواهم في هذه المهمة؟
الجواب بوضوح: ان الائمة عليهم السلام هم الصفوة التي مارست الطاعة لمبادئ الله عزوجل ورسوله(ص)ثم (وهذا ما ينبغي النظر اليه) ان المصادرالتي تحدد مبادئ الله عز وجل متحققة في القران الكريم وفي السنه النبوية، بيد ان السنة النبوية المفصلة لمحجلات القران من جانب، وما اوصي به الله عز وجل نبيه من خلال القنوات الاخري من جانب ثاني، تنحصر في المبادئ التي اوصاها رسول الله(ص)الي الائمة عليهم السلام، اي: اوصاها(ص) الي الامام علي(ع) والامام علي(ع) الي الحسن(ع) وهكذا الي الامام المهدي(عج).
ان ما اوضحناه قبل قليل يعني ان المصدر الذي نعتمد عليه بعد وفاة النبي(ص) هو: الائمة عليهم السلام، اما المصادر الاخري فهي لا تمت الي مبادئ الله عز وجل او النبي(ص) بصله... ولذلك ورد في هذه الزيارة ذاتها في مقاطع متقدمة: النهي عن الاخذ من المصادر التي تدعو اشخاصها الي النار، اي المنحرفين عن مبادئ الله ورسوله(ص)والعترة الطاهرة، حيث اشارت المصادر المتنوعة الي افتراق الامة الي فرق متعددة، واحدة منها قد وفقت الي ما هو حق، والبقية ضلت الطريق كما هو واضح.
*******
أما الآن نتابع تقديم برنامج امناء الرحمن بهذا الاتصال الهاتفي مع سماحة الشيخ باقر الصادقي اهلاً ومرحباً بكم:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام على مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته في هذه الفقرة ايها الاحبة نعرض على سماحة الشيخ باقر الصادقي عبر هذا الاتصال الهاتفي سؤالنا عن العوامل التي تصدنا او تصد من يريد على الطاعة المطلوبة لله ولرسوله ولاوليائه عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين، سماحة الشيخ الصادقي ما هي اهم هذه العوامل؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، العامل الاول لا شك الذنوب، الذنوب بالشكل العام تحول بين العبد وبين الله عز وجل وبين اولياء الله هناك بعض الادعية تشير الى هذا المعنى ففي دعاء ابي حمزة وردت هذه الفقرة: اللهم فرق بيني وبين ذنبي المانع للزوم طاعتك، فاذن بعض الذنوب تصد وتمنع وتحول بين العبد وبين الطاعة لله ولرسوله ولاوليائه ولعلنا نشاهد مثلاً حياً حينما قدم الامام الحسين عليه السلام في طريقه الى كربلاء الامام الحسين كان يستخدم جميع الاساليب للثورة ولان يفسح المجال للمؤمنين لان يشاركوا وينقذهم من حر الجحيم، التقى في الطريق مع عبيد الله بن الحر الجعفي، الامام سلام الله عليه شخص ان هذا عنده ذنوب قال له: عليك ذنوب هل لك بتكفير هذه الذنوب؟
قال: ماذا تريد؟
قال: اعرض عليك نصرتي امام هذا الطاغية يزيد فاعتذر وكان العامل المهم من الاعتذار انه هناك ذنوب وهذه الذنوب بلا شك حالت بينه وبين الانصياع لاوامر الامام الحسين عليه السلام، فقال: سيدي عندي هذا الفرس هذا السيف.
الامام قال له: ان كنت قد بخلت بنفسك فلا حاجة لنا بفرسك ولا بسيفك ثم قرأ هذه الآية «وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا»، بعد ذلك ندم واقبل الى قبر الحسين واعترف بذنوبه التي حالت بينه وبين نصرة ابي عبد الله، العامل الثاني حب الدنيا ولعل هذه القصة وهذا الشاهد كذلك يدل ويشير الى هذا الجانب حب الدنيا رأس كل خطيئة حب الدنيا يعمي ويصم كثير من العوامل والمشاهد والصور التي دونها التأريخ حينما صدت بعض الناس عن طاعة الله وعن طاعة الرسول وعن طاعة الاولياء والائمة هو هذا العامل عامل حب الدنيا والعياذ بالله، هناك صور كثيرة ولعلنا من هذه الصور ما دون التاريخ بالنسبة الى بعض من عاصر امير المؤمنين عليه السلام بعض من عاصر الامام الحسن المجتبى سلام الله عليه ولعل صور واضحة، عبيد الله بن العباس عنده ولدين قد استشهدا الامام الحسن جعله قائد ولكن ما ان لاح له بريق الدينار والدرهم من قبل معاوية في الليل عبر الى جيش معاوية وغر في الدينار والدرهم وحب الدنيا اعمته، وهكذا هناك شواهد كثيرة في غير حالات الامام الحسين سلام الله عليه في التاريخ قد دونت، فاذن العامل الثاني الذي يصد عن طاعة الله وطاعة الرسول وطاعة الاولياء هو حب الدنيا، والعامل الثالث الذي يصد عن طاعة الله وطاعة الرسول وطاعة الاولياء عدم المعرفة لله وللرسول وللائمة وان مقامهم ومنزلتهم وان وظيفة العبد امام النبي امام الامام ليس الا التسليم فالاعتراض وعدم الانصياع هذا يدل على الجهل بمقام النبي والجهل بمقام الامام، فاذن الجهل في الشكل العام وعدم المعرفة للامام او للنبي يكون من العوامل التي تصد العبد عن الطاعة كذلك الجهل بالله تبارك وتعالى وبمقام الربوبية يصد العبد عن الانصياع والطاعة للاوامر الالهية او اوامر الرسول او اوامر الامام وفقنا الله واياكم وجميع المؤمنين للطاعة لله ولرسوله ولاوليائه انه سميع الدعاء قريب مجيب والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
المحاور: صلوات الله عليهم اجمعين شكراًَ جزيراً لسماحة الشيخ باقر الصادقي وشكراً لكم احبائنا وانتم تتابعون ما تبقى من برنامج "امناء الرحمان.
*******
اما العبارة القائلة (ورزقني شفاعتكم)... تري ماذا نستلهم من العبارة المذكورة؟
قد يقول قائل: ما دام التمسك بهم عليهم السلام ينتسب الي الفرقة الناجية، فما هو تفسير (الشفاعة) المشار اليها؟
الجواب هو: ان الانسان بما انه يخطي ويصيب، ويطيع ويذنب، حينئذ فان الحاجة الِي الشفاعة تفرض ضرورتها في هذا الميدان...
وتبقي الظاهرة الثالثة وهي: (وجعلني ممن يقتص آثاركم)... ان الاهمية العظمي تتمثل في هذه العبارة المتوسلة بالله عزوجل بان يجعلنا نقتدي بخطي الائمة عليهم السلام، اي: نطيع الله و رسوله(ص) والائمة عليهم السلام في المبادي التي رُسِمت لنا... ان الائمة عليهم السلام انما اكتسبوا هذه المنزلة لانهم اطاعوا الله عز و جل و لذلك فان الالتزام بما رسموه لنا يعني: الالتزام بالاسلام ديناً كما هو واضح...
اذن المهم جداً هو ان نطبق مبادي الله سبحانه و تعالى من خلال الالتزام بما رسمه الله و النبي(ص) و الائمة عليهم السلام... نساله تعالى ان يوفقنا لان نقتدي بهم عليهم السلام، انه وليّ التوفيق.
*******