البث المباشر

أكبر حملة مقاطعة لكيان الاحتلال في التاريخ

الأحد 16 فبراير 2025 - 16:24 بتوقيت طهران
أكبر حملة مقاطعة لكيان الاحتلال في التاريخ

انضم أكثر من 7500 كاتب وناشط في مجال الكتاب حول العالم إلى أكبر مقاطعة ثقافية ضد إسرائيل خلال الأشهر الأربعة الماضية. ومن بينهم أسماء لامعة من الحائزين على جوائز نوبل، بوليتزر وبوكر.

فقد مضى أكثر من أربعة أشهر منذ صدور بيان أكبر مقاطعة ثقافية ضد إسرائيل، وهو البيان الذي أطلق عليه أكبر مقاطعة تاريخية ضد إسرائيل. وحتى الآن، تجاوز عدد الكتاب الذين أيدوا هذا البيان وانضموا إلى جموع الموقعين، 7500 كاتب، محرر، مترجم، رسام، ناشر، وكيل، مكتبي وغيرهم من العاملين والناشطين في صناعة الكتاب.

وقع في 28 أكتوبر/تشرين الأول، أكثر من ألف كاتب من مختلف أنحاء العالم على بيان احتجاجا على جرائم الكيان الصهيوني في غزة ولبنان، وتعهدوا بعدم التعاون مع أي مؤسسات ثقافية، دور نشر، مهرجانات أو مطبوعات متواطئة في انتهاك حقوق الفلسطينيين.

وأظهرت الرسالة، التي حظيت بردود أفعال عديدة، تعاطف المجتمع الدولي للكتاب وصناعة النشر مع المآسي التي ألحقها الإسرائيليون بغزة، وهي الكارثة التي وصفتها الرسالة بأنها "أعمق أزمة أخلاقية، سياسية وثقافية في القرن الحادي والعشرين".

قد صرح الموقعون على هذه الرسالة صراحة أنهم لن يتعاونوا مع الناشرين، المهرجانات، الوكالات الأدبية والمطبوعات المتواطئة في انتهاك الحقوق الفلسطينيين من خلال تنفيذ سياسات وممارسات تمييزية أو تبرير الاحتلال الإسرائيلي، العنصرية أو الإبادة الجماعية، وأن المؤسسات التي لم تعترف علناً بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف (كما هو منصوص عليه في القانون الدولي) ستتم مقاطعتها أيضاً.

وجاء في البيان:

"لقد جعلت إسرائيل غزة غير صالحة للعيش. ومن المستحيل أن نعرف على وجه التحديد عدد الآلاف من الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول لأن إسرائيل دمرت كل البنية الأساسية، بما في ذلك القدرة على إحصاء ودفن القتلى. ونحن نعلم أن إسرائيل قتلت ما لا يقل عن 43,362 فلسطينياً في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول، مما يجعلها أكبر حرب ضد الأطفال في هذا القرن".

ودعا البيان الموقعين أيضًا إلى الاعتراف بالدور الذي يمكن أن تلعبه الثقافة في الدفاع عن صوت القمع الفلسطيني، حيث جاء فيه:

"لقد لعبت المؤسسات الثقافية الإسرائيلية، التي تعمل غالبًا بشكل مباشر مع الكيان الصهيوني، دورًا حاسمًا في إخفاء، تهجير وقمع ملايين الفلسطينيين لعقود من الزمن. لدينا دور يجب أن نلعبه. لا يمكننا بضمير مرتاح، التعامل مع المؤسسات الإسرائيلية دون استجواب علاقتها بالفصل العنصري والتشريد".

كان من بين الموقعين الأوائل على هذه الرسالة كبار الكتاب العالميين الذين يشار إليهم على أنهم عمالقة الأدب المعاصر، مثل "سالي روني"، الناقدة الشديدة لمعاملة الكيان الإسرائيلي للشعب الفلسطيني، والحائز على جائزة نوبل لعام 2021 "عبد الرزاق جورنة"، والحائزة على جائزة نوبل لعام 2022 "آني أرنو"، والفائزين بجائزة بوليتزر "فيت ثانه نجوين"، و"جونو دياز"، والمرشحين لجائزة بوكر "بيرسيفال إيفرت" و"راشيل كوشنر"، بالإضافة إلى و"جوديث بتلر"، "نعومي كلاين"، و"مريم مارغوليس".

إن حملة المقاطعة هذه هي أكبر التزام على الإطلاق بالمقاطعة الثقافية من جانب المجتمع الأدبي العالمي فيما يتعلق بإسرائيل.

كما واجهت المقاطعة انتقادات. ففي رسالة وجهتها منظمة المحامين المتحدين من أجل إسرائيل (UKLFI إلى جمعية الناشرين والمؤلفين المستقلين أن الرسالة وجهت اتهامات كاذبة ضد إسرائيل ودعت إلى إنهاء المقاطعة التمييزية وغير القانونية للمؤسسات الثقافية الإسرائيلية، مشيرة إلى العواقب القانونية لمؤلفي الرسالة.

واعتبر "عمر روبرت هاميلتون"، أحد مؤسسي ومدير فلسطين الأدبي'>مهرجان فلسطين الأدبي الحالي، أن الرسالة التي وجهها محامون مؤيدون لإسرائيل تشير إلى أن الشخصيات المؤيدة للكيان الصهيوني ليس لديها ما تقوله.

 ومن بين الموقعين الجدد على البيان يمكن الإشارة إلى "خالد حسيني"، "بايبر كرمان"، "لينج ما"، "روبن كوست لويس"، "مايكل روزن"، "بيتر كاري"، "عمر العقاد"، "كريس كراوس"، و"آر".

ومن بين الموقعين على البيان الحائزين على جائزة نوبل، جائزة بوكر، جائزة بوليتسر، جائزة جيلر، منحة ماك آرثر، جائزة مايلز فرانكلين، والجائزة الوطنية للكتاب، بما في ذلك ثلاثة من الفائزين هذا العام: "بيرسيفال إيفرت"، "لينا خلف تفاحة"، و"شفاء السلطاجي".

بطبيعة الحال، تستمر ردود الفعل في التزايد مع انضمام المزيد من الكتاب والناشطين الثقافيين إلى هذه المقاطعة. على سبيل المثال، ألغت مؤسسة شيلينج الألمانية للهندسة المعمارية جائزة جيمس بريدل البالغة قيمتها 10 آلاف يورو بسبب مشاركة الكاتب والفنان في المقاطعة الثقافية.

وفي رده، أكد "برايدل" موقفه، وكتب:

"إن الحركة المتطرفة تواصل إنكار الإبادة الجماعية، لكننا نواصل وقوفنا".

وقد ذكر بعض الكتاب الذين وقعوا على هذه الرسالة، في إطار الإعلان عن انضمامهم إلى هذه الحركة الثقافية العظيمة، دوافعهم لهذا الإجراء على النحو التالي:

 "عمر العقاد"، الروائي الحائز على جائزة جيلر:

"حتى لو لم أكن مشاركًا في الإبادة الجماعية المستمرة للشعب الفلسطيني (وهذا ما أنا عليه، إذ تمولها أموالي الضريبية)، فإن أقل ما يمكنني تقديمه تضامنًا هو عدم مشاركتي في أي جهاز أو مؤسسة تعمل بشكل نشط أو سلبي على تطبيع هذا الرعب. نحن كتاب، قد ندعي أننا مهتمون بالحالة الإنسانية أو قد نبتعد عن أفظع الفظائع وأكثرها توثيقًا في عصرنا، لكننا لا نستطيع أن نفعل كلا الأمرين".

"بريان إينو" و"بيث أدريانز"، فنانان يتعاونان منذ سنوات عديدة:

"لقد اخترنا التوقيع على المقاطعة للتعبير عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني المضطهد، ودعم الأفراد والمنظمات الفلسطينية التي تواصل العمل من أجل الأمن والسلام، وكذلك الأفراد والمنظمات الإسرائيلية الشجاعة التي تحتج علنًا على اضطهاد الشعب الفلسطيني.

إن مقاطعة أي مؤسسة أدبية ليست خيارًا سهلاً بالنسبة لنا، فعالم الكتب هو المكان الذي يمكننا فيه التواصل بين الثقافات، وإيجاد الفروق الدقيقة والجسور للسلام. ومن المؤسف أنه بما أن الحكومة الإسرائيلية وأنصارها ليس لديهم أي تحفظات بشأن استخدام المؤسسات الأدبية للدعاية، فإننا نرى قرارنا بالمقاطعة كوسيلة لسحب هذا السلاح من أيديهم".

يقول المنظر المكسيكي "نيكولاس ميرزوف":

"باعتباري يهوديًا معاديًا للصهيونية، فإنه يتعين علي أن أتخذ كل خطوة ممكنة لرفض هذه الإبادة الجماعية التي يُفترض أنها تُرتكب باسمي".

"نعومي والاس"، كاتبة وشاعرة أمريكية:

"باعتبارنا عاملون في مجال الثقافة، يتعين علينا أن نتحدث من أجل تحرير فلسطين وإنهاء الإبادة الجماعية في غزة".

 الكاتب المصري "يوسف الغويندي":

"هناك طرق قليلة جداً لمقاومة المذبحة التي شهدناها. إن اختيار عدم التعامل مع الكيانات الحكومية التي تدعم القتل المستمر بشكل علني أو ضمني هو أقل ما يمكننا فعله".

"جيف هالبر" هو كاتب صهيوني اعتقلته إسرائيل بسبب دفاعه عن حقوق الفلسطينيين:

"ككاتب إسرائيلي يكتب عن الاستعمار الاستيطاني الصهيوني، العسكرة الإسرائيلية، والنضال الفلسطيني، أضيف اسمي إلى أي مبادرة تنادي وتطالب بإنهاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل".

أعلن الموقعون على هذه الرسالة في الأشهر الأخيرة، من خلال تشكيل حملة تضامنية، أن مؤسسات النشر التي تلتفت إلى المطالب الأساسية للحملة يمكنها أن تعفي نفسها من المقاطعة الثقافية.

وتشمل هذه المطالب كما يلي:

1. إدانة نظام الفصل العنصري الإسرائيلي والابتعاد عنه.

2. التأكيد على الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني التي يحميها القانون الدولي، بما في ذلك حق العودة.

ومن بين 98 ناشرًا إسرائيليًا، لم يقبل سوى ناشر صغير مستقل هذين المطلبين.

لقد بذل الكتاب والناشطون الثقافيون جهوداً كبيرة لإدانة الجرائم الإسرائيلية على مدى العام الماضي.

ومن الأمثلة الأخيرة على نجاح مثل هذه التحركات سحب جائزة جيلدر الأدبية، وهي أهم جائزة أدبية في كندا، من بنك سكوتيا، وهو المساهم الأكبر في شركة "إلبيت" الإسرائيلية لتصنيع الأسلحة، بعد احتجاجات استمرت عاماً كاملاً من جانب الكتاب ضد الجائزة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة