البث المباشر

علاج إيراني واعد لمكافحة الأورام السرطانية

الثلاثاء 4 فبراير 2025 - 13:07 بتوقيت طهران
علاج إيراني واعد لمكافحة الأورام السرطانية

أدت نتائج مشروع بحثي أجراه طبيب وباحث إيراني إلى تثبيط نمو الخلايا السرطانية وزيادة موت هذه الخلايا.

ونقلا عن مؤسسة العلوم الوطنية الإيرانية (INSF)، فإن "دراسة التأثيرات القاتلة للأورام لبكتيريا الإشريكية القولونية المعبرة عن الببتيد القلبي KP على خطوط خلايا سرطان الثدي والفئران المصابة به" هو مشروع بحثي من إعداد "كيوان مجيد زادة"، بصفة عضو المجلس الأكاديمي وأستاذ جامعي للوراثة السرطانية في معهد "معتمد" للبحوثات ومدعوم من قبل مؤسسة العلوم الوطنية الإيرانية.

وأوضح "مجيد زادة"، الطبيب والمتخصص في التكنولوجيا الحيوية الطبية من معهد باستور في إيران، حول هذا المشروع البحثي:

"إن سرطان الثدي هو النوع الأكثر شيوعا من السرطان لدى النساء. وفي كل عام، يتم رصد أكثر من مليون ومئة ألف حالة جديدة من سرطان الثدي. ويعتبر معدل انتشار هذه الحالة مرتفعًا أيضًا في معظم المناطق المتقدمة في العالم، مع ملاحظة أعلى معدل انتشار في أمريكا الشمالية".

وأضاف:

"يعتبر هذا السرطان من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في منطقة غرب آسيا. وبالنسبة لإيران، يعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء. وكان معدل انتشار سرطان الثدي بين النساء بين سن 45 و54 عاماً، مما يشير إلى أن سن ظهور هذا النوع من السرطان لدى النساء الإيرانيات منخفض".

وتابع:

"إن الاستراتيجيات العلاجية الحالية لعلاج السرطان تعاني من نواقص تطغى على النجاح المرضي في علاج سرطان الثدي. إن الطرق التقليدية لعلاج سرطان الثدي، مثل الجراحة، العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، عادة ما تكون غير قادرة على علاج السرطان والقضاء عليه تماما".

وأضاف:

"بالإضافة إلى ذلك، تبين أن العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي يسببان العديد من الآثار الجانبية. وقد أدت هذه المشاكل إلى إحراز تقدم والتحرك نحو علاجات جديدة. ومن بين هذه الحلول استخدام البكتيريا في علاج السرطان".

وتابع:

"نظراً لارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان، وخاصة سرطان الثدي، بين الإناث، فإن إيجاد حلول علاجية مناسبة يمكنها السيطرة على هذه الحالة وتحسينها يبدو أمراً حيوياً وضرورياً للغاية".

وأكد "مجيد زادة":

أن الأبحاث المتعلقة بتحسين وزيادة فعالية علاجات سرطان الثدي الحالية لا تلبي التوقعات، ومن ناحية أخرى، يشير معدل الوفيات المرتفع بشكل كبير بين مرضى السرطان في البلدان النامية مقارنة بالدول المتقدمة إلى أن العلاجات الشائعة مكلفة. لذلك، ومن الضروري إدخال خيارات علاجية جديدة وأكثر فعالية في مجال العلاج من خلال توسيع نطاق أبحاث السرطان في مجالات جديدة واعدة".

وتابع:

"قام الباحثون في هذه الدراسة بهندسة وراثية لنوع من بكتيريا الإشريكية القولونية غير المسببة للأمراض بحيث تتمكن من إنتاج الببتيدات القلبية والبروتين الفلوري الأخضر (GFP) في وقت واحد في هذه البكتيريا في ظل ظروف نقص الأكسجين".

ويتم باستخدام محفز حساس لنقص الأكسجين (nirB)، تنشيط هذه البكتيريا المعدلة وراثيا على وجه التحديد في البيئة الخالية من الأكسجين للورم وإطلاق الدواء في نفس الموقع. وتسمح هذه الطريقة للبكتيريا بالوصول إلى الورم محليًا وإفراز الدواء بشكل خاص داخل الورم فقط".

وتابع:

"استخدمت هذه الدراسة ثلاثة ببتيدات قلبية وهي LANP، وVD، وKP، والتي تتمتع بخصائص مضادة للسرطان. ويمكن لهذه الببتيدات أن تمنع نمو الخلايا السرطانية وتزيد من موت الخلايا. وعلى وجه الخصوص، يظهر الببتيد VD أقوى الخصائص المضادة للسرطان".

وأضاف:

"في هذه الدراسة، تم استخدام البروتين الفلوري الأخضر كعلامة لتتبع تراكم البكتيريا والتعبير الجيني داخل الورم. وأظهرت نتائج هذه الدراسة أن الببتيدات القلبية التي تفرزها البكتيريا المعدلة وراثيا تعمل على تقليل نمو خلايا سرطان الثدي MCF7 في المختبر وتزيد من موت الخلايا المبرمج".

وصرح:

"كما أن الحقن الوريدي للبكتيريات المهندسة في دراسة أجريت على الحيوانات لدى الفئران المصابة بأورام الثدي تسبب في تراكم هذه البكتريات في موقع الورم. وأعربت هذه البكتيريا عن البروتين الفلوري الأخضر (GFP) في بيئة منخفضة الأكسجين للورم، وأدى العلاج بهذه البكتيريا إلى انخفاض نمو الورم، وانخفاض التعبير عن نمو الورم وعلامات تكوين الأوعية الدموية، وزيادة معدلات البقاء على قيد الحياة في الفئران. كما تم ملاحظة انخفاض في السيتوكينات المؤيدة للالتهابات وزيادة في السيتوكينات المضادة للالتهابات".

واختتم "مجيد زادة" حديثه قائلاً:

"أظهرت نتائج هذا البحث أن البكتيريات المهندسة يمكن استخدامها كوسيلة لتوصيل البروتينات المضادة للسرطان إلى موقع الورم. ويؤدي هذا إلى تثبيط نمو الورم وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة. ويعد استخدام المحفزات الحساسة لنقص الأكسجين سمة أساسية لهذا النهج المستهدف".

وبشكل موجز، تشير هذه الدراسة إلى أن البكتيريات المهندسة هذه قادرة على استهداف الأورام بشكل خاص وأن تفرز الببتيدات المضادة للسرطان في ظل ظروف نقص الأكسجين ومن ثم يمكن أن تكون نهجا علاجيا واعدا لعلاج سرطان الثدي.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة