نحن الان لا نزال مع زيارة الجامعة او ما يطلق عليها اسم الجامعة الكبيرة الخاصة بزيارة مشاهد الائمة عليهم السلام وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منها في لقاءات سابقة وانتهينا من ذلك الى مقطع في غاية الاهمية الا وهو المقطع القائل عن الائمة عليهم السلام (وميراث النبوة عندكم، واياب الخلق اليكم، وحسابهم عليكم) وقد سبق ان اوضحنا الدلالة المرتبطة بعبارة (ميراث النبوة عندكم) كما اوضحنا العبارة القائلة وأياب الخلق اليكم، كما اوضحنا العبارة القائلة واياب الخلق اليكم، بقي ان نحدثك عن العبارة القائلة وحسابهم عليكم وهي فقرة تتسم بأهمية كبيرة حيث تتناول مصائر الخلق الابدية في الحياة الآخرة، اذاً لنتحدث عن الفقرة المذكورة ... طبيعياً من حيث الدلالة العامة لعبارة (وحسابهم عليكم) واضحة حيث ينتقل ذهن قارئ الزيارة الى معنى هو ان الائمة عليهم السلام تتم محاسبة الناس من خلالهم، هذا هو المعنى العام لكنه يحتاج الى توضيح اشد او لنقل الى تفصيل لهذا الموضوع فنقول، الاجدر بنا ان نقف عند آية قرآنية كريمة في سورة الاعراف لانها تلقي مزيداً من الانارة على الموضوع تقول الآية الكريمة وهي تتحدث عن اصحاب الجنة واصحاب النار وبينهما حجاب «وعلى الاعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم»، هنا يستوقفنا مصطلح وعلى الاعراف رجال ترى من هم هؤلاء الرجال؟ هذا اولاً، وقبل ذلك ما المقصود من الاعراف؟ ثم ماذا يقصد من معرفتهم كلاً بسيماهم؟ هذه الاسئلة من الضرورة بمكان، لانها تتصل ـ كما قلنا ـ بمصائر البشر في اليوم الآخر من حيث مواقعهم من الجنة او النار. تقول النصوص المفسرة ان الاعراف هو الصراط او السور يقف بين خدي الجنة والنار، وهذا الموسع يقف عنده آل محمد عليهم السلام كما ورد ذلك عن الامام الباقر(ع) بحيث لا يسمح بدخول الجنة الا من عرفهم وعرفوه والعكس هو الصحيح بالنسبة الى المنكرين أي دخولهم الى النار، طبيعياً ان يكون ابو الائمة عليهم السلام ووصي النبي(ص) مباشرة الامام علي(ع) في مقدمة رجال الاعراف حيث ورد بانه(ع) قسيم الجنة والنار، كما هو واضح وتقول النصوص الواردة عن النبي(ص)انه(ص) خاطب علياً(ع) بما مؤداه كأني بك يوم القيامة وبيدك عصا عوسج تسوق الى الجنة قوماً وآخرين الى النار، كما ورد عن احد اصحاب الامام(ع) ان الامام(ع) خاطبه عند سؤاله عن هذا الجانب قائلاً: (نحن نقف يوم القيامة بين الجنة والنار، فمن ينصرنا عرفناه بسمه فادخلناه الجنة، ومن ابغضنا عرفناه فادخلناه النار).
اذن اتضح بجلاء معنى الآية القرآنية الكريمة في عبارتها القائلة: «وعلى الاعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم».
*******
اما الان فلنستمع الى حوار زميلنا مع ضيف البرنامج سماحة الشيخ الصادقي بشأن الوصف النبوي لامير المؤمنين علي عليه السلام بانه قسيم الجنة والنار:
المحاور: سماحة الشيخ ان حديث ان علياً عليه السلام هو قسيم الجنة والنار من الاحاديث المشهورة والمستفيضة والمروية عن طرق مختلف المذاهب الاسلامية هنالك سؤال فيما يرتبط بدلالات هذا الحديث وهل الامر يقتصر على امير المؤمنين سلام الله عليه ام ان جميع ائمة اهل البيت هم قسماء بين الجنة والنار، اصلاً ما هو معنى القسامة بين الجنة والنار؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، بالنسبة الى هذا الحديث الذي رووه حتى العامة ان النبي(ص) خاطب امير المؤمنين وقال: (يا علي من احبك كان مؤمناً فكان عاقبته الجنة ومن ابغضك كان كافراً وعاقبته النار)، يعني وهذا المعنى ما استدل به الامام الرضا عليه السلام حينما سأله المأمون العباسي، المأمون سأله بأي وجهٍ صار جدك امير المؤمنين قسيم الجنة والنار، قال لما تروون في كتبكم ان النبي(ص) قال: «ان علي ابي طالب حبه ايمان وبغضه كفر»، قال له صحيح هذه الرواية معروفة ومروية عن جدك الرسول ان الرسول قال هكذا، ان حب علي بن ابي طالب عليه السلام ايمان وبغضه كفر، قال اذاً صار قسيم الجنة والنار الذي يحبه يكون مؤمناً وعاقبته الجنة والذي يبغضه يكون كافراً وعاقبته النار.
هذا بالنسبة الى ما اجاب به الامام الرضا عليه السلام بالنسبة الى كل الائمة من ابناء امير المؤمنين صلوات الله عليهم اجمعين، بلا شك ان حبهم ايمان وكذلك بغضهم كفر، فبهذا القاسم المشترك هم سوف يكونوا كذلك قسماء الجنة والنار، وان كان اصل الحديث ورد في امير المؤمنين لكنه في الكتاب انا لا اريد استخدام القياس ولكن في القرآن الكريم هناك الآيات نزلت في حق امير المؤمنين ولكن لا تختصر هي على امير المؤمنين باعتبار ان القرآن يجري مجرى الليل والنهار فمثلاً «قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب»، في التنزيل هي سبب النزول من عنده علم الكتاب هو امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، ولكن كل الائمة المعصومين من ابناء امير المؤمنين عليه السلام هم عندهم علم الكتاب.
المحاور: سماحة الشيخ هل يمكن استفادة هذا المضمون بان التمسك بولاية اهل البيت عليهم السلام هو معيار وميزان الدخول في الجنة او في النار من حديث السفينة الذي هو اساس المحاصصة عموم ائمة اهل البيت عليهم السلام باعتبار من تقدمهم مرق وتأخر عنهم غرق؟
الشيخ باقر الصادقي: نعم يستفاد والجوهر هنا المراد منه المحبة، المحبة مع الاتباع مع الموالاة مع الارتباط بالخط والمنهج، والسير على نهج اهل البيت والالتفاف حولهم وعدم التقدم عليهم ولا التأخر عنهم بل الملازمة لهم وهذا في الحقيقة من جملة الامور المهمة التي يستفاد منها بالحديث يعني ليس اعتباطاً اشهد ان بولايتك تقبل الاعمال وتزكى الافعال فمن جاء بولايتك قبل اعماله وزكيت والى آخره.
*******
يبقى بعد ذلك ان نتابع فقرة الزيارة او مقطعها حيث تقول بعد عبارة وحسابهم عليكم أي حساب الخلق يتم من خلالكم بموجب ما لاحظناه من قصة الاعراف ورجاله نقول يبقى بعد ذلك ان نتابع ما ورد من مقطع الزيارة حيث يقول: (وفصل الخطاب عندكم) وهي فقرة متممة لما اوضحناه أي من خلال ملاحظة ما تقدم يتقرر او تتقرر نهاية الموضوع وهو الفصل بين الحق والباطل، لكن اذا تابعنا المقاطع الجديدة من الزيارة فلسوف نجد تفصيلات يجدر بنا الوقوف عندها وهذا ما نحدثك به في لقاءات لاحقة ان شاء الله تعالى.
اما الان فحسبنا ان نسأله تعالى بان يجعلنا ممن عرف الائمة عليهم السلام وعرفوه انه ولي التوفيق.
*******